أخلاق أبو جهل !
بقلم ا.د/إبراهيم محمد مرجونة
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية-رئيس قسم التاريخ
كلية الآداب بدمنهور
سمعت نقطة ميه جوه المحيـــــــط
بتقول لنقطه ما تنزليش في الغويط
أخاف عليكي م الغرق .. قلـــــت أنا
ده اللي يخاف م الوعد يبقي عبيط
عجبي !!! صلاح جاهين
زيف الأخلاق يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة، مثلما تفعل النقود المزيفة ذات القيمة المؤقتة بالنسبة للنقود الحقيقة القانونية ذات القيمة الدائمة….
فعندما حاصر الكفار بيت رسول الله، صلي الله عليه وسلم لقتله، طلب احد المحاصرين من ابو جهل اقتحام المنزل علي رسول الله، فرفض ابو جهل.
وقال له: لا.. حتي لا تتحدث العرب انا تَسوَّرنَا علي بنات عمنا وهتكنا سترهن!
نعم ابو جهل كان عنده اخلاق، بل انه كانت لديه اخلاق نفتقدها الان، انه رفض للوهله الاولي ان يقتحم بيت النبي، وان يهتك ستر بنات عمه، لانه يعرف ان للبيت حُرمه، وانه لا يجوز مهما بلغت العداوه ان يدفع النساء الثمن، هذا علاوه علي انه يدرك كارثه ان تتحدث العرب عن قله حيائه، وتطاوله علي بيوت فيها نساء.
ان عداوه ابو جهل للرسول لم تجعله يقلب الحق باطلا، والباطل حقا، فهو يعرف الحق والباطل لكنه يُكابر.
فعندما ساله ابن اخته «المِسْوَرُ بن مخرمه» قائلا: «يا خالي، هل كنتم تتّهِمُون محمدًا بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فقال: يا ابن اختي، والله! لقد كان محمد فينا وهو شابٌّ يُدْعَي الامين، فما جَرَّبْنَا عليه كذبًا قطُّ.
قال: يا خال، فما لكم لا تَتَّبِعُونه؟ قال: يا ابن اختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف؟! فوالله لا نؤْمِن به ابدًا ولا نُصدقُه!
فعلينا ترك الكبر والالتزام بالاخلاق فهي عنوان الشعوب، وقد نادت بها الأديان المختلفة، فهي ميّزة مهمّة وأساس تميز كلّ حضارة عن غيرها من الحضارات، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد نادى بها الشعراء في قصائدهم المختلفة، للدلالة على أهميّة التحلّي بهذه الأخلاق والحث على التمسك بها، ومنها ما قاله أميرالشعراء أحمد شوقي: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا
هناك دور كبير للأخلاق في تغير الواقع، لذلك قال الرسول "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فمن خلال هذا الحديث الشريف يؤكد الرسول عليه الصلاة والسلام على أن السبب والغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق على أمته الإسلامية، وذلك لأنّ التحلّي بالأخلاق الحسنة والتمسك بها يفتح الطريق أمام الإنسان للسعادة والهناء والرضا في الدنيا والآخرة، ومن أبرزمكارم الأخلاق التي وجب التحلي بها: القناعة،، والرضى، والبر، والإحسان، والصدق، والأمانة، والصبر، والحلم، والأناة، والشجاعة، والتحمل، والتروي، والكرم، والاعتدال والإيثار، والعدل، والحياء، والشكر، وحفظ اللسان والجسد، والشورى، والوفاء، والعفة، والتواضع، والعزة، والقوة، والتعاون، والتسامح، وفعل الخير، والبعد الشر، والمساعدة، والنية الحسنة، وكف الأذى عن الناس، وطاعة الوالدين، ونشر المحبة، والستر حفظ السر، والمحافظة على الدين، والصلاة، والتقرب إلى الله، والبعد عن النميمة والغيبة وشتم الناس.
فإذا كانت افه ابو جهل في كل الأزمان انه لا يريد ان يعترف بالحق، رغم انه يعلمه جيدا، بل انه كان لا يخفي هذه المعرفه فقد تحدث بها اكثر من مره لاكثر من شخص ورواها اكثر من راوٍ، وربما كان ذلك واحدا من الاسباب التي جعلت «عِكرمه» ابن ابو جهل يدخل الاسلام.
فمن المؤكد انه سمع الحقيقه من والده اكثر من مره، وادرك ان العداوه سببها الكبر والعناد ليس اكثر، وان الله حق وان محمدا نبي الله.
ان ابو جهل كان يمكن ان يسير علي درب الفاروق عمر بن الخطاب، فكلاهما دعا له النبي ان يعز الله الاسلام باحدهما، لكن الله اختار عمر، بينما قُتل ابو جهل علي يد طفلين صغيرين حتي يكون عبره لاولي الأبصار.
وصرنا في عصرنا الحالي إلا من رحم ربي نفتقد حتى أخلاق أبو جهل في المواقف المشابه ونفجر في خلافاتنا وصراعتنا وصارت الغاية تبرر الوسيلة بل تصنعنا الضحكة والخنجر مستل في ايدينا ونقتل بدم بارد ونعتبر أنفسنا ضحايا واخذنا عن أبو جهل أسوء ما فيه انه الكبر وسواد القلوب وغض الطرف عن الحقيقة واليقين.
فهو لم يكن سوي معاند للحق والحقيقه، لكن الازمه ليست في ابو جهل الذي مات لكن الازمه الحقيقيه في كل ابو جهل يعيش بيننا وغروره يمنعه من الاعتراف بالحق، لانه لا يريد ان يدفع الثمن.
فالحقيقه لها ثمن لا يقدر عليه الا من يملكون شجاعه الاعتراف بالحق، خصوصا ان لم يكن الحق معهم وكان مع عدوهم.
وكن على يقين أن الإنسان يدخل قلوب الآخرين دون أن ينطق بكلمه واحدة ، إذ يكفيه سلوكه الناطق بالصفات الكريمة و الأخلاق الحميدة.
بقلم ا.د/إبراهيم محمد مرجونة
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية-رئيس قسم التاريخ
كلية الآداب بدمنهور
سمعت نقطة ميه جوه المحيـــــــط
بتقول لنقطه ما تنزليش في الغويط
أخاف عليكي م الغرق .. قلـــــت أنا
ده اللي يخاف م الوعد يبقي عبيط
عجبي !!! صلاح جاهين
زيف الأخلاق يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة، مثلما تفعل النقود المزيفة ذات القيمة المؤقتة بالنسبة للنقود الحقيقة القانونية ذات القيمة الدائمة….
فعندما حاصر الكفار بيت رسول الله، صلي الله عليه وسلم لقتله، طلب احد المحاصرين من ابو جهل اقتحام المنزل علي رسول الله، فرفض ابو جهل.
وقال له: لا.. حتي لا تتحدث العرب انا تَسوَّرنَا علي بنات عمنا وهتكنا سترهن!
نعم ابو جهل كان عنده اخلاق، بل انه كانت لديه اخلاق نفتقدها الان، انه رفض للوهله الاولي ان يقتحم بيت النبي، وان يهتك ستر بنات عمه، لانه يعرف ان للبيت حُرمه، وانه لا يجوز مهما بلغت العداوه ان يدفع النساء الثمن، هذا علاوه علي انه يدرك كارثه ان تتحدث العرب عن قله حيائه، وتطاوله علي بيوت فيها نساء.
ان عداوه ابو جهل للرسول لم تجعله يقلب الحق باطلا، والباطل حقا، فهو يعرف الحق والباطل لكنه يُكابر.
فعندما ساله ابن اخته «المِسْوَرُ بن مخرمه» قائلا: «يا خالي، هل كنتم تتّهِمُون محمدًا بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فقال: يا ابن اختي، والله! لقد كان محمد فينا وهو شابٌّ يُدْعَي الامين، فما جَرَّبْنَا عليه كذبًا قطُّ.
قال: يا خال، فما لكم لا تَتَّبِعُونه؟ قال: يا ابن اختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف؟! فوالله لا نؤْمِن به ابدًا ولا نُصدقُه!
فعلينا ترك الكبر والالتزام بالاخلاق فهي عنوان الشعوب، وقد نادت بها الأديان المختلفة، فهي ميّزة مهمّة وأساس تميز كلّ حضارة عن غيرها من الحضارات، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد نادى بها الشعراء في قصائدهم المختلفة، للدلالة على أهميّة التحلّي بهذه الأخلاق والحث على التمسك بها، ومنها ما قاله أميرالشعراء أحمد شوقي: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا
هناك دور كبير للأخلاق في تغير الواقع، لذلك قال الرسول "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فمن خلال هذا الحديث الشريف يؤكد الرسول عليه الصلاة والسلام على أن السبب والغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق على أمته الإسلامية، وذلك لأنّ التحلّي بالأخلاق الحسنة والتمسك بها يفتح الطريق أمام الإنسان للسعادة والهناء والرضا في الدنيا والآخرة، ومن أبرزمكارم الأخلاق التي وجب التحلي بها: القناعة،، والرضى، والبر، والإحسان، والصدق، والأمانة، والصبر، والحلم، والأناة، والشجاعة، والتحمل، والتروي، والكرم، والاعتدال والإيثار، والعدل، والحياء، والشكر، وحفظ اللسان والجسد، والشورى، والوفاء، والعفة، والتواضع، والعزة، والقوة، والتعاون، والتسامح، وفعل الخير، والبعد الشر، والمساعدة، والنية الحسنة، وكف الأذى عن الناس، وطاعة الوالدين، ونشر المحبة، والستر حفظ السر، والمحافظة على الدين، والصلاة، والتقرب إلى الله، والبعد عن النميمة والغيبة وشتم الناس.
فإذا كانت افه ابو جهل في كل الأزمان انه لا يريد ان يعترف بالحق، رغم انه يعلمه جيدا، بل انه كان لا يخفي هذه المعرفه فقد تحدث بها اكثر من مره لاكثر من شخص ورواها اكثر من راوٍ، وربما كان ذلك واحدا من الاسباب التي جعلت «عِكرمه» ابن ابو جهل يدخل الاسلام.
فمن المؤكد انه سمع الحقيقه من والده اكثر من مره، وادرك ان العداوه سببها الكبر والعناد ليس اكثر، وان الله حق وان محمدا نبي الله.
ان ابو جهل كان يمكن ان يسير علي درب الفاروق عمر بن الخطاب، فكلاهما دعا له النبي ان يعز الله الاسلام باحدهما، لكن الله اختار عمر، بينما قُتل ابو جهل علي يد طفلين صغيرين حتي يكون عبره لاولي الأبصار.
وصرنا في عصرنا الحالي إلا من رحم ربي نفتقد حتى أخلاق أبو جهل في المواقف المشابه ونفجر في خلافاتنا وصراعتنا وصارت الغاية تبرر الوسيلة بل تصنعنا الضحكة والخنجر مستل في ايدينا ونقتل بدم بارد ونعتبر أنفسنا ضحايا واخذنا عن أبو جهل أسوء ما فيه انه الكبر وسواد القلوب وغض الطرف عن الحقيقة واليقين.
فهو لم يكن سوي معاند للحق والحقيقه، لكن الازمه ليست في ابو جهل الذي مات لكن الازمه الحقيقيه في كل ابو جهل يعيش بيننا وغروره يمنعه من الاعتراف بالحق، لانه لا يريد ان يدفع الثمن.
فالحقيقه لها ثمن لا يقدر عليه الا من يملكون شجاعه الاعتراف بالحق، خصوصا ان لم يكن الحق معهم وكان مع عدوهم.
وكن على يقين أن الإنسان يدخل قلوب الآخرين دون أن ينطق بكلمه واحدة ، إذ يكفيه سلوكه الناطق بالصفات الكريمة و الأخلاق الحميدة.
