أمل نور الدين
للأسف انتشرت في مجتمعاتنا العربية حفلات خاصة تعرف باسم حفلات الزار والجهل والشعوذه والخروج عن المألوف والبعد عن عقيدتنا وعادتنا وتقاليدنا حيث تلجأ لهذه الحفلات الفتيات هرباً من العنوسة أو النساء اللواتي خضن تجارب زوجية فاشلة وانتهى أمرهن بالطلاق..
فتأتي تلك النسوة إلى هذه الحفلات ويتراقصن على أنغام دفوف شيطانية بعد أو أوهمهن منظموها بأنها ستفتح نصيبهن وتمتعهن وتجلب أنواع الجان المختلفة إلى هذه الحفلات كي تساعد تلك العوانس وتفتح نصيبهن وتنتهي تلك الحفلات بإصابة بعض الفتيات المشتركات بنوبات من الصرع وحالات من الإغماء وتصل في بعض الأحيان إلى الموت
طبعا الحالة النفسية لتلك العوانس ومشاكلهن هي التي توقعهن أرضا بعد هذا الجهد العظيم من الرقص والدوار...
هناك ثلاثة أقسام لكن يؤدون رقصة الزار
منهم نساء يعانين فعلا من مس شيطاني ويصابون فعلا خلال رقصات الزار حيث يجد هذا الجان المتلبس لهذا الجسد البشري بيئة خصبة تنعشه وتجعله يسيطر أكثر عليه خصوصاً عندما يضعف الإيمان..
فما يقمن به من طقوس حادة أثناء الرقص هو حقيقة بفعل الجان لذا تجدهن بحالة مخزية ومذلة من التخبط والجنون.وهناك.قسم من النساء يقمن بتصرفات غريبة قد تكون خارقة لما يفعله البشر لكنهن مدربات على ذلك..وتكون تلك النساء بكامل وعيهن فهذه مهنتهن التي يرزقن منها....كأن يحملن جمراً دون التأثر بذلك ويرتدين خاتم الزار ويقمن بشق ملابسهن أو يقمن بضرب إحدى الموجودات بحجة إخراج الجان منها.ايضا هناك.نساء واهمات تحب الطرب والرقص حتى يصلن لحالة من النشوة فيهيل إليهن أن الجان قد حضر وأدخل إلى قلبهن السرور والبهجة مما يزيد من تراقصهن جراء سيطرة الوهم عليهم.
يؤكد منظموا حفلات الزار حضور الشياطين والجان إلى تلك الحفلات لمساعدة تلك العوانس وإدخال البهجة إلى قلوبهن ولكن الحقيقة هي أن الجان في تلك الحالة يجد له بيئة خصبة لإصابتهن بالمس الشيطاني ولبس أجسادهن الهزيلة...
إن مقارنة صغيرة بين حفلات الزار وأحد الطقوس الدينية التي يقدمها مجموعة في منطقة ديترويت في الولايات المتحدة الأميركية حيث يقومون بحركات شبيهة لرقصة الزار في منطقتنا العربية ولكن مع الاختلاف في مصدر النشوة والإثارة ففي الطقوس الوثنية يكون مصدر النشوة من التراتيل التي التي يؤديها الكورال...أما مصدر الإثارة في الزار فهي الرقص على أنغام شيطانية ناتجة عن قرع الدفوف لنفوص مريضة وعاجزة ابتعدت كل البعد عن ربها..فهل هذا ما علمتنا إياه عقيدتنا وديننا؟وهل عادات المظاهر الوثنية للتسلل بقوة إلى مجتمعاتنا العربية المؤمنة الإسلامية والمسيحية؟؟
تقول إحدى المشرفات والمنظمات لحفلات الزار : إن الرقص والطرب يسبب لبعض الفتيات حالة اندماج قوية تشبه الهيستيريا فتجدها تقوم بمارسة الرقص برشاقة متناهية حتى تصل إلى مرحلة الزار.
وفي هذه المرحلة لا تتحكم الراقصة بجسدها بل يسيطر عليها الجان الذي يستخدم جسمها ممارساً للرقص....فهل هو الجان أم الكبت والعقد النفسية؟؟
يسمى ممارس الزار..."المنزار" اي الذي يزوره الشيطان ويلبسه وعندما يقترب من جمهوره تجد الفتيات يقمن بزيادة حدة التصفيق له خشية أن يؤذيهن لأنه يوجد اعتقاد بأن المنزار يؤذي من لا يصفق له.
وفي غالب الأحيان تسقط الفتاة "المنزارة"
من قبل الشيطان مغشياً عليها على الأرض من التعب والإرهاق والتألم فتقترب الأخريات منها في محاولة لإيقاظها مره أخرى ويتم ذلك عبر سؤالها عن بيتها والسؤال هنا للجان المتلبس بها طبعا فتخبرهن وتنهض هذه المنزارة وترقص بذات الطريقة السابقة حتى تعود لحالتها الطبيعية .
تتشابه طقوس حفلات الزار في معظم المناطق العربية مع الأسف الشديد فيا لهذا الانحطاط الروحي والأخلاقي الذي وصلنا إليه وهنا نتسائل أين رجال الدين من هذا الانحراف واين دور رجال العلم والمثقفون
