الجمهورية اليوم المصرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجمهورية اليوم المصرية

الجمهورية اليوم المصرية رئيس مجلس الإدارة والتحرير محمد الصفناوي


    قلم ورزمة اوراق مهملة

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 3509
    تاريخ التسجيل : 17/10/2019

    قلم ورزمة اوراق مهملة Empty قلم ورزمة اوراق مهملة

    مُساهمة من طرف Admin السبت يوليو 04, 2020 6:57 pm

    قلم ورزمة اوراق مهملة
    بقلم / مايسه امير

    لاجديد ،لا نسمة هواء تعبر النافذة ،لا شئ يتحرك ،كل شئ من حولي ساكن ،الأوراق البيضاء مازالت بيضاء منذ ثلاثة اشهر أو أكثر،مهمله ، وربما انها تحتضر بانتظار القلم يكتب شيئًا ليبعث فيها الحياة .

    السكون صار عنوان هذه الغرفة صار كل نزلائها. الاشياء فيها تسترخي من الملل، وحده القلم لا يستطيع كبت غيظه، السخط يكاد يتدفق من فوهته.
    الحيطان الأربعة واجمة، لا بريق في المرآه التي امامي ..

    لن اذرع الغرفة ذهابًا وإيابًا ، ولن أفرك يدي بحيرة أو أصرخ بأعلي صوتي وأحطم هذا الجمود الذي يحيطني أو بالأحري يسكنني .حتي رادات الفعل هذه لا أقوي عليها . فقد استنفدت كل ردة فعل ساخطة قد تخطر بالبال .

    والآن ماذا بعد ؟ وماذا انتظر ؟؟

    كنت أظن ان وحدها خيبات الأمل تتحدانا في مواجهة قدرنا وإعادة ترتيب ذاتنا ، وكنت أؤمن ان الكتابة تحرر الإنسان من يأسه .. ولكن ماقيمة قناعات الماضي إذا كان الماضي بذاته مجرد دعابة ،دعابة غير مضحكة !

    لم تكن قصة حب انتهت بالفشل كملايين النهايات المماثلة ، ولا تراجيديا تبخر الأحلام في زمن يحترق ويحرق معه كل عود طري وكل وردة يانعه وكل قطرة ندي صافية .
    لم تكن اسطورة تبدد الأمل أو ملحمة انتصار الشر علي الخير ، لن اظلم الماضي كما ظلمني وادعي ان ما عشته كان احدي هذه الحالات

    يكفي ان اقول إن الأمل يتجسد في خيال كل امراة في صورة رجل ما وان ما
    حدث مع المراة التي تنعكس صورتها امامي ف المرآة، ان الرجل او الأمل الرجل
    لم يكن سوي الوهم الألم او الألم الوهم .

    لم يكن قدري علي مستوي أحلامي ، لم يأتي ابدًا كما احلم لنفسي ..
    كم خذلتني الحياة ؟
    سؤال ليس بحاجة إلي جواب إنه فقط سؤال

    جمعت كل اوراقي. البيضاء المتناثرة علي مكتبي وحشرتها في كيس اسود ،وعزمت علي إلقائها في صندوق الزبالة الأقرب الي منزلي . كيف اقرر ذلك ؟
    مازلت اسأل ومازال السؤال مجرد سؤال .
    وقد حصل ما نويته وكان منظرًا قاسيا ولكن قلبي كان أقسي .

    عذرا عذرا ايتها الأوراق ، فتلك التجربة عشتها لاعيشها وليس لاكتبها ، فقد تفوقت علي وانتزعت مني موهبتي . فهناك قصص تكتبنا ولا تعود تسمح لنا بالكتابة ..

    عدت إلي غرفتي وعندما وقع نظري علي المكتب العاري من الأوراق ، ارتعبت لمنظره واحسست بالخوف من دون ان ادرك سببه أو مصدره . كان خوفًا عاريًا ايضًا، اقتربت باشفاق لمكتبي ، مسحت يدي وجهه الأملس ، وكم تمنيت ان تعرقل ورقة مرورها ،إلا ان هذا لم يحدث .
    فتحت الدرج الأول وجدت رزمة اوراق وقبل ان تمتد يدي اليها لتفتحها ،خُيل إلي أني افتح فم اسد ،وان اسنانه ستنقض عليّ وتفتك بي ،فاقفلته بسرعة .

    فتحت الدرج الثاني ، لم يكن هناك سوي القلم ،سخر طويلًا مني وتحسر علي ما حل بي وأصابني .
    ما أصعب ان يشفق القلم علي اصابع كانت تحمله وتدلله وتهبه الحياة ؟ وما أصعب الفراق هو شعور مؤلم أكثر من اي ألم آخر ،ولكن لن اسمح لأي شئ بأن يرجعني عن قراري، لن اعود للكتابة ابدًا .. أبدًا .

    وفجاة تُفتح النافذة بقوة ، فقد هبت نسمة عابرة سرعان ما تحولت إلي ريح وراحت تلاعب شعري ، وقفت انظر عبر النافذة إلي منظر ألفته إلا اني ما مللته يومًا، امعنت النظر ،و غبت في أفكار تنفع لأكثر من قصة .

    ولم اتأكد من اشتداد الريح إلا عندما لاحت لي اجنحة بيضاء ترفرف فوق مكتبي وتتراقص ثم تهوي مقهقهة منتشيةً .
    اعرف جيدًا لماذا تضحكين ايتها الأوراق وأعرف أكثر أنكِ اشتقتي إليّ ، وان لدينا عملًا كثيرًا ... ها أنا قادمة .قلم ورزمة اوراق مهملة Inbou136

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 9:39 am