الجمهورية اليوم المصرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجمهورية اليوم المصرية

الجمهورية اليوم المصرية رئيس مجلس الإدارة والتحرير محمد الصفناوي


    قرأت لك .. المصريين الجدد

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 3509
    تاريخ التسجيل : 17/10/2019

    قرأت لك .. المصريين الجدد  Empty قرأت لك .. المصريين الجدد

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين يوليو 06, 2020 7:52 am

    قرأت لك المصريين الجدد

    الخبير الأمنى اللواء خيرت شكرى متابعة عادل شلبى في الطريق شاهدت صبي صغير ، يعلو صوته على رجل في الأربعينات تقريباً ، قد يكون في منزلة والده أو أخوه الكبير ، لم أهتم بمعرفة السبب ، فالأمر لا يشغلني ، وسرحت و أنا في السيارة مع نفسي ، على الزمن الذي تربيت فيه ، وكيف كان احترام الكبير من ثوابت التربية ، أياً كان الكبير، فقد يكون عابر سبيل ولكنه شاهد تصرف خطأ من صبي فقام بلومه أو تعنيفه ، ولا يجرؤ الصبي على الرد أو رفع صوته ، كان للكبير سلطة في تهذيب سلوك أي مواطن يخطيء في حق مجتمعه ، وعندما كان يستقل أتوبيس مزدحم ويقف أمام مقعد ، على الفور يقف صاحب المقعد ليقدم الكبير لكي يجلس ، هذا الأمر كان يطبق أيضا على المرأة أيا كانت ( فتاة / شابة / سيدة / مسنة ) ، لا يُقبل بأن تقف في وسيلة مواصلات .

    نحن نعرف الفترة دي بالزمن الجميل ، وهو ما يعني أن احترام الكبير والمرأة شئ جميل ، وهو اعتراف بأن الأدب قيمة ، وللي احنا بنسميها في مناطقنا الشعبية " رجولة " وأنا بيحضرني كلمة متداولة بين شباب المناطق الشعبية إن ( الصياعة أدب ) ، والأدب فضلوه عن العلم ، الكلام ده معناه إيه في الزمن الجميل ، معناه إن ثقافة جيل الزمن الجميل قائمة على فقه الأدب .

    طيب إيه اللي حصل في المجتمع ، ومين الناس دي ، دي ناس مش شبهنا ولا أخلاقنا ولا سلوكنا ولا تربيتنا ، دي ناس لا تمثلنا ، ولكنها موجودة و فرضت نفسها ، تعالى قارن بين سائق التاكسي زمان وسواق الميكروباص النهاردة .

    طيب إيه اللي حصل في المجتمع ، والناس دي خرجت علينا ازاي وكانت مستخبية فين ؟ .

    الناس دي أنا مسميها " المصريين الجدد " ودي شريحة اترمت نبتتها من منتصف السبعينات وهي نتاج أمرين :

    الأول سياسة الانفتاح الاقتصادي، منتصف السبعينات التي عملت خلل في الموازين الطبقية للمجتمع المصري ، وأصبح اللي كان فوق بقى تحت ، واللي كان تحت بقى فوق ، وظهرت شريحة اجتماعية جديدة وخطيرة على المجتمع المصري وهي شريحة الطفيلية ، وهم شريحة ليس لها جذور أصولية ، هذه الشريحة أصبحت تملك المال وتتحكم فيه اجتماعيا،وقد استطاعت السينما المصرية أن تعبر عن تلك الحقبة الزمنية في العديد من أعمالها ، أتذكر منها فيلم (انتبهوا أيها السادة ) بطولة محمود ياسين وحسين فهمي ، وكان الفيلم تعبير حقيقي عن واقع المجتمع المصري ، في تجسيد الصراع بين محمود ياسين ( تاجر الزبالة ) وحسين فهمي ( استاذ الجامعة ) ، بين الجهل والعلم ، بين من بيده المال ومن بيده المستقبل ، بين طبقة الطفيلية والطبقة المتوسطة الأصيلة .

    الثاني : الغزو الفكري الوهابي الذي غزا مصر في نهاية السبعينيات عام ١٩٧٩ تقريباً ، سافر الكثير من الشباب إلى دول الخليج وعادوا إلى البلاد بالغطرة والجلباب واللحية والسواك والنقاب ، و بدأت تنتشر أفكار التطرف والتشدد داخل المجتمع بصورة كبيرة وخطيرة ، وظهر في المجتمع شريحة جديدة غريبة على المجتمع المصري ، ولكنها استطاعت أن تؤثر فيه بشكل قوي ، أطلق عليهم ( السلفيين ) .

    لا أريد أن أطيل فالجعبة فيها الكثير ، لكن يمكن القول إنه في خلال الأربعين عاما الماضية من ١٩٨٠ وحتى ٢٠٢٠ دخل المجتمع المصري شريحتين هما من يمثلان ما يعرف " بالمصريين الجدد " شريحة الطفيليين وشريحة السلفيين ، وعليك أن تضم عليهم شريحة الإخوان ، وتتخيل حال الواقع الذي نعيشه .

    علشان كده أنا بقول أنا شايف ناس مش شبهنا ولا تربيتنا ولا أخلاقنا ، لأننا جيل بنحترم الكبيرقرأت لك .. المصريين الجدد  Inbou169

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 12:24 pm