كانت ام اسمها الحاجه نور فى شقاء دائم فى الحياه بسبب مرض الفشل الكلوى الذى اختار ابنتها لتكون مصابه به فكانت رشا ابنتها فى تعب وحزن بسبب الم المرض الذى يجعلها تزبل يوم بعد يوم ويجعل امها فى شقاء معها لاحساسها بالذنب لعدم قدرتها فى العثور على علاج لها مناسب لها ولحالتها ليخفف عن رشا الالام فكانت الحاجه نور فى ضيق مادى دائما لكثره مصاريف العلاج مما ادى الى بيعها لحلقها الذهب الذى كان اخر شيئ تمتلكه من ذهبها الذى باعته كله حتى تحصل على مال كافى حتى تنفق على ابنتها وتعالجها من مرضها ولكن الحلق الذى باعته ليس كافى ايضا على مصاريف العلاج المكلفه فكانت الحاجه نور كثيره الدعاء متقربه من ربها دائما فكان الله سندها فى الحياه القاسيه التى تعيش فيها وكانت راضيه شاكره فى السراء والضراء وكانت الحاجه نور تراعى ابنتها رشا جيدا ملتزمه بشرائها للعلاج واعطاء ابنتها منه حتى انفقت اخر شيئ تبقى معها من المال ففكرت فى العمل حتى تقدر على الانفاق واختارت الشارع بجوار منزلها للعمل حتى تبقى بقرب ابنتها رشا فقلب الام كان يسيطر عليها اينما وجدت فحبها لابنتها كان يملئ قلبها فكانت الحاجه نور لا تمتلك المال الزائد لتشترى به شيئ وتبيعه لتربح لتنفق منه ولذلك فكرت كيف تعمل حتى تربح مال بدون ان تنفق اى مصاريف حتى وجدت الفكره فأخذت الحاجه نور قطعه من القماش من داخل منزلها ووقفت بخارج المنزل حتى تمسح للسائقين السيارات وتربح رزق حلال بكرامه فأخذت تنادى لهم لتخبرهم بأنها سوف تنظف لهم السيارات بأرخص الاسعار وبأقل تكلفه من غيرها وفعلا استجابوا لها واتفقوا معها على العمل وكانت تأخذ القليل لكنها فرحه بما قسمه الله لها وكانت تعمل طوال اليوم و بجوار ابنتها خارج المنزل كانت تعمل وتدخل اليها من حين لاخر لتعطيها العلاج والطعام وتراعيها وكان المال الذى تربحه قليل جدا للانفاق عليهما فكانت الحاجه نور تشترى الطعام وتطعم منه ابنتها حتى تكون بصحه جيده حتى تقاوم المرض ومن باقى الطعام كانت تأكل فكانت تخاف ان تأكل معها او قبلها فلا يتبقى الطعام وتترك ابنتها بالجوع او لا يكفى لاشباعها فكانت الحاجه نور فى شقاء دائم وحرمان من لذه الحياه وفى يوم خرجت للعمل فى تنظيف السيارات خارج المنزل واثناء ذلك سمعت صراخ ابنتها رشا وبكائها من داخل المنزل فأسرعت الى داخل المنزل فوجدت رشا تتألم بشده فأخذت بيدها حتى تأخذها الى طبيب او اقرب مستشفى ولكن رشا كانت لا تقدر على المشى فأخذتها الحاجه نور على ظهرها وخرجت بها الى الشارع مسرعه الى اقرب مستشفى لهم وهى غير قادره ايضا على ركوبها تاكسى لعدم مقدرتها على دفع الاجره فأخذت تسرع وهى تحمل ابنتها فوق ظهرها ويدها على كتفها وكانت ابنتها تتألم من الم المرض وكانت الحاجه نور تتألم ليس لوجع ظهرها من حمل وثقل ابنتها لا بل تتألم من حزنها على رشا وفى طريقها كانت تسير السيارات التى كانت الحاجه نور تعمل بمسحها وتنظيفها فوقفت سياره منهم لها واخذتهما الى المستشفى وعند وصولهما وادخال ابنتها الطوارق للاطمئنان على وضعها الصحى وعند فحص الاطباء لها وجدوا انها فى حاله سيئه للغايه ويجب ان تزرع كلى بدل كليتها التى تضررت سمعت الحاجه نور الخبر وان زرع الكلى لرشا ابنتها سوف ينقذها من الالام والموت فأخبرت الاطباء بأنها سوف تتبرع بكليتها لابنتها وحتى لو هذا يشكل خطر عليها فأنها مستعده تضحى بحياتها من اجل رشا ابنتها وبأنها سوف تمضى اقرار للاطباء حتى تخلى مسؤليتهم من اى مخاطر تقع على الحاجه نور وعلى الفور اجريت عمليه جراحيه لنقل الكليه من الام الى ابنتها وبعد العمليه فاقت الحاجه نور وكانت عيناها تنظر الى اليمين واليسار حتى ترى ابنتها فوجدتها امامها سليمه وبحاله جيده واخبرها الطبيب بنجاح العمليه بدون مخاطر فشكرت ربها على شفاء ابنتها من داء كاد ان يقتلها ورجعت رشا الى حالتها الطبيعيه مثلما كانت بالسابق بصحه وسلامه وحاله جيده وتزوجت من شاب ثرى اخذهم عنده وعاشوا سعداء
الحاجه نور قصه بقلم الاديبه فاتن الانصارى
Admin- Admin
- المساهمات : 3509
تاريخ التسجيل : 17/10/2019
- مساهمة رقم 1