حاجة الإنسانية للسلام
بقلم نجاة الأخضر
تحقيق السلام و العيش في أمن و استقرار هو غاية كل إنسان و مطمح كلّ الشعوب فلا نهضة و لا تقدّم و لا رقيّ دون سلام. فَـقَدَ الإنسان سلامه منذ إرتكاب أوّل جريمة في تاريخ البشرية، من ذاك التاريخ و على مرّ الزمان و الإنسانية تعاني صنوفا و أشكالا مختلفة من التطرّف و التفاني في زرع بذور الكره و البغضاء، حروب و إغتيالات، قتل و إغتصاب، إستبداد و إستعمار، قمع و ظلم ... إلتهَى الإنسان بإظهار جانبه المظلم و كأنه معجون بطينة إبليس بل فاقه بشاعة و فظاعة.
ربما فقد الإنسان إنسانيته و معدنه الطيّب المحب للخير، أو ربما فقد سلامه الداخلي و راحة باله فالسلام الداخلي مثل الفانوس الذي يدلّ صاحبه إلى الوجهة الصحيحة و ينير دربه حتى لا يتعثّر و يسقط و يظلّ الطريق، فكلّما اشتدّ نوره زال إحتمال الضياع إذ تشتد معه عزيمة الإنسان و إصراره على سلوك الصراط المستقيم، و إذا خبا نور الفانوس ستحيط بالمكان الظلمة شيئا فشيئا فيتوه الإنسان و يعمى البصر ثم البصيرة.
السلام الداخلي للإنسان هو مفتاح السعادة الحقيقية لأنه من الصعب أن تجد شخصا في هذا العالم لا يعايش ظرفا أو وضعا صعبا ماديا أو إجتماعيا أو نفسيا (فقدان عمل أو شخص عزيز، التعرّض للظلم و الخيانة،...) و رغم ذلك هو راض بقدره و صامد ملتزم بجملة من القيم و المبادئ ، محب لفعل الخير، قلبه مفتوح للعطاء و التسامح و محبة الناس.. لأن هذا الشخص وصل لدرجة من الوعي جعلته يفهم أن صراعه مع نفسه و مع الآخرين هو هدر للطاقات و مضيعة للوقت و أن وجوده في هذه الحياة له غايات و أهداف أسمى.
المؤكّد بأن السلام لا يفرض فرضا من الخارج بل ينبع من داخل الذات البشرية فبالتالي فإن أولى لَبِنات السلام العالمي هو السلام الفردي بإعتبار و أن الفرد هو جزء من المجتمع و ما يطرأ على الفرد ينعكس على المجتمع فالأفراد كالثمار المتواجدة بنفس الصندوق إن أصاب إحداها العفن نقلت العدوى للثمرة التي بجانبها و تَلِفت أغلب الثمار و هذا يحدث بالفعل في عالم الإنسان.
خيار السلام و المحبة و التآخي و التسامح قرار و ليس إختيار لأنه لم يعد الإنسان مخيّرا في إتخاذه هذا القرار فالأفراد و المجتمعات و الشعوب و الأمم لم تعد تتحمّل مشاهد الدمار و الدماء فقد ضاقت ذرعا و اختنقت و نادت أصوات و تعالت نبذا لكل صنوف التعصّب و النزاعات فنشأت هيئات و منظمات إنسانية عالمية و حركات و نشاطات فردية و جماعية داعمة لجهود إحلال السلام و السلم و الأمان. أناس عاديون لحقوا بهذا الركب و هدفهم أن يكونوا شعلة في مجتمعاتهم تنير الظلمات و تمحو آثار السواد متمرّدين على التخلّف و العادات و التقاليد البالية، كل حسب قدراته فمنهم بريشته رسم لوحات مبهجة الألوان نشرت السعادة و محت الحزن و كشفت المستور، و منهم من جاد بمداد من حروف و كلمات بعثرت الأفكار و أنارت العقول.. مصلح، كاتب، شاعر، رسّام، مفكّر، باحث، ممثّل و غيرهم الكثير تجنّدوا ليكونوا سفراء سلام و محبّة و تسامح. اختاروا طريقهم و معنى لحياتهم. اختاروا محاربة تجار الحروب بنشر الجمال و قيم التسامح و التعايش السلمي بالعلم و الفكر و القلم.
بقلم نجاة الأخضر
تحقيق السلام و العيش في أمن و استقرار هو غاية كل إنسان و مطمح كلّ الشعوب فلا نهضة و لا تقدّم و لا رقيّ دون سلام. فَـقَدَ الإنسان سلامه منذ إرتكاب أوّل جريمة في تاريخ البشرية، من ذاك التاريخ و على مرّ الزمان و الإنسانية تعاني صنوفا و أشكالا مختلفة من التطرّف و التفاني في زرع بذور الكره و البغضاء، حروب و إغتيالات، قتل و إغتصاب، إستبداد و إستعمار، قمع و ظلم ... إلتهَى الإنسان بإظهار جانبه المظلم و كأنه معجون بطينة إبليس بل فاقه بشاعة و فظاعة.
ربما فقد الإنسان إنسانيته و معدنه الطيّب المحب للخير، أو ربما فقد سلامه الداخلي و راحة باله فالسلام الداخلي مثل الفانوس الذي يدلّ صاحبه إلى الوجهة الصحيحة و ينير دربه حتى لا يتعثّر و يسقط و يظلّ الطريق، فكلّما اشتدّ نوره زال إحتمال الضياع إذ تشتد معه عزيمة الإنسان و إصراره على سلوك الصراط المستقيم، و إذا خبا نور الفانوس ستحيط بالمكان الظلمة شيئا فشيئا فيتوه الإنسان و يعمى البصر ثم البصيرة.
السلام الداخلي للإنسان هو مفتاح السعادة الحقيقية لأنه من الصعب أن تجد شخصا في هذا العالم لا يعايش ظرفا أو وضعا صعبا ماديا أو إجتماعيا أو نفسيا (فقدان عمل أو شخص عزيز، التعرّض للظلم و الخيانة،...) و رغم ذلك هو راض بقدره و صامد ملتزم بجملة من القيم و المبادئ ، محب لفعل الخير، قلبه مفتوح للعطاء و التسامح و محبة الناس.. لأن هذا الشخص وصل لدرجة من الوعي جعلته يفهم أن صراعه مع نفسه و مع الآخرين هو هدر للطاقات و مضيعة للوقت و أن وجوده في هذه الحياة له غايات و أهداف أسمى.
المؤكّد بأن السلام لا يفرض فرضا من الخارج بل ينبع من داخل الذات البشرية فبالتالي فإن أولى لَبِنات السلام العالمي هو السلام الفردي بإعتبار و أن الفرد هو جزء من المجتمع و ما يطرأ على الفرد ينعكس على المجتمع فالأفراد كالثمار المتواجدة بنفس الصندوق إن أصاب إحداها العفن نقلت العدوى للثمرة التي بجانبها و تَلِفت أغلب الثمار و هذا يحدث بالفعل في عالم الإنسان.
خيار السلام و المحبة و التآخي و التسامح قرار و ليس إختيار لأنه لم يعد الإنسان مخيّرا في إتخاذه هذا القرار فالأفراد و المجتمعات و الشعوب و الأمم لم تعد تتحمّل مشاهد الدمار و الدماء فقد ضاقت ذرعا و اختنقت و نادت أصوات و تعالت نبذا لكل صنوف التعصّب و النزاعات فنشأت هيئات و منظمات إنسانية عالمية و حركات و نشاطات فردية و جماعية داعمة لجهود إحلال السلام و السلم و الأمان. أناس عاديون لحقوا بهذا الركب و هدفهم أن يكونوا شعلة في مجتمعاتهم تنير الظلمات و تمحو آثار السواد متمرّدين على التخلّف و العادات و التقاليد البالية، كل حسب قدراته فمنهم بريشته رسم لوحات مبهجة الألوان نشرت السعادة و محت الحزن و كشفت المستور، و منهم من جاد بمداد من حروف و كلمات بعثرت الأفكار و أنارت العقول.. مصلح، كاتب، شاعر، رسّام، مفكّر، باحث، ممثّل و غيرهم الكثير تجنّدوا ليكونوا سفراء سلام و محبّة و تسامح. اختاروا طريقهم و معنى لحياتهم. اختاروا محاربة تجار الحروب بنشر الجمال و قيم التسامح و التعايش السلمي بالعلم و الفكر و القلم.