قرأت لك
٢٠٢٠ المناورة "حسم 2020"
لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
المناورة العسكرية هي أرقى أنواع التدريبات، وتزداد أهميتها، ويرتفع مستواها، عندما تنفذ بالذخيرة الحية ... وغالباً لا تؤدي الوحدات، والقوات العسكرية، تلك المناورات إلا بعدما يكمل الفرد المقاتل، ووحدته العسكرية، جميع تدريباتهم التخصصية، والتكتيكية. وتأتي أهمية المناورات العسكرية، من جمعها لكل عناصر الوحدات القتالية، في الجيش، إذ يشارك فيها القوات البرية، ممثلة في المشاة، والمدرعات، والمدفعية، والإشارة، والحرب الالكترونية، وغيرهم. وحتى الوحدات الإدارية، والفنية، التي تقدم خدمات الإصلاح والصيانة، وكذلك الوحدات الطبية.
يشاركهم جميعاً القوات البحرية، بمعظم عناصرها، من حاملات المروحيات، والمدمرات، والغواصات، واللنشات الصاروخية، وصولاً إلى الوحدات الخاصة البحرية، والضفادع البشرية. وتشترك فيها القوات الجوية، بمختلف أنواع الطائرات المقاتلة، والقاذفات، حتى النقل، والمروحيات، يضاف إليهم وحدات الدفاع الجوي، بشتى أنواع الأعيرة، والصواريخ. يزيد على كل ذلك القوات الخاصة، من الصاعقة، والمظلات، وأخيراً قوات حرس الحدود، ليتحقق بهذا التجميع، اشتراك كل عناصر القوات المسلحة. تتحقق المناورة بدور القيادة في وضع خطة التدريب، والتجانس، بين هذه العناصر، وكيفية عملها، وفي أي اتجاه استراتيجي.
ومنذ أيام نفذت القوات المسلحة المصرية المناورة "حسم 2020"، على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، على الحدود المصرية-الليبية. وقد جاء اختيار هذا الاتجاه بعد توتر الموقف السياسي، والعسكري، داخل ليبيا، بقيام حكومة السراج بتوقيع معاهدة أمنية عسكرية مع حكومة أردوغان بتركيا، وهو ما يعد إجراء باطل، تفسد كل نتائجه بالضرورة، فلا يملك السراج، المعين، صلاحية إبرام اتفاقات دولية، ولم يصدق البرلمان الليبي، المنتخب، على هذه الاتفاقات. ولضمان استمرار سيطرة حكومة السراج، على طرابلس، دفعت تركيا بعناصر من المرتزقة، من شمال سوريا، وصل عددهم، الآن، إلى خمسة عشر ألف فرد، يتقاضى كل منهم ألف دولار شهرياً، من الخزانة الليبية، في طرابلس. كما أنشأت تركيا قاعدة عسكرية بحرية، في مصراته، وأخرى جوية، مطار الوطية الليبي، لضمان استمرار التواجد العسكري التركي، في طرابلس، شرق ليبيا. ولقد قام وزير الدفاع التركي، مؤخراً، يصحبه رئيس الأركان، بزيارة طرابلس لتأكيد الدعم العسكري التركي لحكومة فايز السراج.
وكما دعمت تركيا بالأفراد، فقد أمدت حكومة السراج بالمعدات العسكرية، من العربات المدرعة والدبابات، وتم إنشاء مركز قيادة للعمليات، بطرابلس، يرأسه قادة من الجيش التركي، فضلاً عن مركز استخبارات، لإدارة كل العمليات ضد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تمهيداً لتقدم هذه المليشيات، والعناصر المرتزقة، في اتجاه مدينة سرت، بوابة الهلال النفطي الليبي، الذي يمثل الاحتياطي التاسع عالمياً، والذي يعد الهدف الرئيسي للأتراك من وجودهم في تركيا، بالاستيلاء على ثروة الشعب الليبي، والسيطرة على آبار النفط.
وأمام تلك التطورات، صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمة أمام تجميع من القوات المسلحة في منطقة سيدي براني، التي تبعد حوالي 100 كم من الحدود المصرية الليبية، بأن مصر تعتبر خط سرت-جغبوب، خطاً أحمر، ولن تسمح لأي قوات أجنبية، بالوصول إليه، لما يمثله من تهديد، مباشر، للأمن القومي المصري، لن تتردد مصر في التصدي لها بعمل عسكري، منعاً لوصول الإرهاب إلى حدودها، كما حدث منذ سنوات، أثناء حكم جماعة الإخوان، عندما سيطرت عناصر الإرهاب على مدينة درنة الليبية، لمدة 4 سنوات، عانت مصر، خلالهم، الكثير من العمليات الإرهابية على أراضيها.
ومن هذا المنطلق نفذت مصر المناورة العسكرية "حسم 2020"، متضمنة ثلاث أهداف أو رسائل واضحة، الأولى، خارجية، موجهة إلى من يهمه الأمر، أعداءً كانوا أو حلفاء، بأن القوات المسلحة المصرية، قادرة، بإمكاناتها، وقدراتها، القتالية على تأمين حدودها البرية، والجوية، والبحرية، على الحفاظ أمنها القومي، بالدفاع داخل أو خارج حدودها؛ حيث شهدت هذه المناورة أساليب جديدة للقتال ضد عناصر المرتزقة، وعمليات الابرار البحري، وتكوين رأس شاطئ، كما أظهرت ذراعها الطولى، ممثلة في القوات الجوية، وقدرتها على الوصول لأبعد مدى، بإضافة إمكانات عملية إعادة الملء في الجو.
أما الرسالة الثانية، فكانت عن استعداد، وجاهزية، القوات المسلحة المصرية، لتأمين الاتجاه الاستراتيجي الغربي، تحديداً، والدفاع عنه بتكتيكات قتالية حديثة، تناسب أنواع المرتزقة الرابضين فيه. أما الرسالة الثالثة، فوجهت للداخل، للشعب المصري العظيم، ليطمئن بأن قواته المسلحة، بهذا الحجم من الأفراد، وتلك الإمكانات من الأسلحة المتطورة والتدريب الراقي، قادرة على تأمين حدوده، الحفاظ على ثرواته، ومقدراته، في كل اتجاه، سواء في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث آبار الغاز الطبيعي والبترول، أو في اتجاه البحر الأحمر، وخطوط الملاحة البحرية لقناة السويس، التي تعتبر عصب الاقتصاد المصري.
وشتان بين المناورة "حسم 2020"، التي تجريها مصر على أراضيها، وبين تلك المناورة البحرية، التي تنفذها تركيا، حالياً، أمام السواحل الليبية، وهو ما لم نراه من قبل، بقيام دولة بتنفيذ مناورة أمام سواحل دولة أخرى، وهو ما يؤكد على بلطجة السياسة التركية الخارجية، التي استنكرتها جميع الدول بدءاً من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو. ومن المنتظر قيام القوات البحرية الفرنسية، والإيطالية، واليونانية، والقبرصية، بتنفيذ مناورة بحرية مشتركة، أمام سواحلهم على البحر المتوسط، كرسالة ردع لتركيا.
على أية حال، فإن القوات المسلحة المصرية، مستعدة، كدائم شأنها، للدفاع عن أمن مصر القومي، سواء داخل حدودها، أو خارجها، مستندة إلى ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن جيش مصر العظيم يحمي ولا يهدد.
٢٠٢٠ المناورة "حسم 2020"
لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
المناورة العسكرية هي أرقى أنواع التدريبات، وتزداد أهميتها، ويرتفع مستواها، عندما تنفذ بالذخيرة الحية ... وغالباً لا تؤدي الوحدات، والقوات العسكرية، تلك المناورات إلا بعدما يكمل الفرد المقاتل، ووحدته العسكرية، جميع تدريباتهم التخصصية، والتكتيكية. وتأتي أهمية المناورات العسكرية، من جمعها لكل عناصر الوحدات القتالية، في الجيش، إذ يشارك فيها القوات البرية، ممثلة في المشاة، والمدرعات، والمدفعية، والإشارة، والحرب الالكترونية، وغيرهم. وحتى الوحدات الإدارية، والفنية، التي تقدم خدمات الإصلاح والصيانة، وكذلك الوحدات الطبية.
يشاركهم جميعاً القوات البحرية، بمعظم عناصرها، من حاملات المروحيات، والمدمرات، والغواصات، واللنشات الصاروخية، وصولاً إلى الوحدات الخاصة البحرية، والضفادع البشرية. وتشترك فيها القوات الجوية، بمختلف أنواع الطائرات المقاتلة، والقاذفات، حتى النقل، والمروحيات، يضاف إليهم وحدات الدفاع الجوي، بشتى أنواع الأعيرة، والصواريخ. يزيد على كل ذلك القوات الخاصة، من الصاعقة، والمظلات، وأخيراً قوات حرس الحدود، ليتحقق بهذا التجميع، اشتراك كل عناصر القوات المسلحة. تتحقق المناورة بدور القيادة في وضع خطة التدريب، والتجانس، بين هذه العناصر، وكيفية عملها، وفي أي اتجاه استراتيجي.
ومنذ أيام نفذت القوات المسلحة المصرية المناورة "حسم 2020"، على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، على الحدود المصرية-الليبية. وقد جاء اختيار هذا الاتجاه بعد توتر الموقف السياسي، والعسكري، داخل ليبيا، بقيام حكومة السراج بتوقيع معاهدة أمنية عسكرية مع حكومة أردوغان بتركيا، وهو ما يعد إجراء باطل، تفسد كل نتائجه بالضرورة، فلا يملك السراج، المعين، صلاحية إبرام اتفاقات دولية، ولم يصدق البرلمان الليبي، المنتخب، على هذه الاتفاقات. ولضمان استمرار سيطرة حكومة السراج، على طرابلس، دفعت تركيا بعناصر من المرتزقة، من شمال سوريا، وصل عددهم، الآن، إلى خمسة عشر ألف فرد، يتقاضى كل منهم ألف دولار شهرياً، من الخزانة الليبية، في طرابلس. كما أنشأت تركيا قاعدة عسكرية بحرية، في مصراته، وأخرى جوية، مطار الوطية الليبي، لضمان استمرار التواجد العسكري التركي، في طرابلس، شرق ليبيا. ولقد قام وزير الدفاع التركي، مؤخراً، يصحبه رئيس الأركان، بزيارة طرابلس لتأكيد الدعم العسكري التركي لحكومة فايز السراج.
وكما دعمت تركيا بالأفراد، فقد أمدت حكومة السراج بالمعدات العسكرية، من العربات المدرعة والدبابات، وتم إنشاء مركز قيادة للعمليات، بطرابلس، يرأسه قادة من الجيش التركي، فضلاً عن مركز استخبارات، لإدارة كل العمليات ضد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تمهيداً لتقدم هذه المليشيات، والعناصر المرتزقة، في اتجاه مدينة سرت، بوابة الهلال النفطي الليبي، الذي يمثل الاحتياطي التاسع عالمياً، والذي يعد الهدف الرئيسي للأتراك من وجودهم في تركيا، بالاستيلاء على ثروة الشعب الليبي، والسيطرة على آبار النفط.
وأمام تلك التطورات، صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمة أمام تجميع من القوات المسلحة في منطقة سيدي براني، التي تبعد حوالي 100 كم من الحدود المصرية الليبية، بأن مصر تعتبر خط سرت-جغبوب، خطاً أحمر، ولن تسمح لأي قوات أجنبية، بالوصول إليه، لما يمثله من تهديد، مباشر، للأمن القومي المصري، لن تتردد مصر في التصدي لها بعمل عسكري، منعاً لوصول الإرهاب إلى حدودها، كما حدث منذ سنوات، أثناء حكم جماعة الإخوان، عندما سيطرت عناصر الإرهاب على مدينة درنة الليبية، لمدة 4 سنوات، عانت مصر، خلالهم، الكثير من العمليات الإرهابية على أراضيها.
ومن هذا المنطلق نفذت مصر المناورة العسكرية "حسم 2020"، متضمنة ثلاث أهداف أو رسائل واضحة، الأولى، خارجية، موجهة إلى من يهمه الأمر، أعداءً كانوا أو حلفاء، بأن القوات المسلحة المصرية، قادرة، بإمكاناتها، وقدراتها، القتالية على تأمين حدودها البرية، والجوية، والبحرية، على الحفاظ أمنها القومي، بالدفاع داخل أو خارج حدودها؛ حيث شهدت هذه المناورة أساليب جديدة للقتال ضد عناصر المرتزقة، وعمليات الابرار البحري، وتكوين رأس شاطئ، كما أظهرت ذراعها الطولى، ممثلة في القوات الجوية، وقدرتها على الوصول لأبعد مدى، بإضافة إمكانات عملية إعادة الملء في الجو.
أما الرسالة الثانية، فكانت عن استعداد، وجاهزية، القوات المسلحة المصرية، لتأمين الاتجاه الاستراتيجي الغربي، تحديداً، والدفاع عنه بتكتيكات قتالية حديثة، تناسب أنواع المرتزقة الرابضين فيه. أما الرسالة الثالثة، فوجهت للداخل، للشعب المصري العظيم، ليطمئن بأن قواته المسلحة، بهذا الحجم من الأفراد، وتلك الإمكانات من الأسلحة المتطورة والتدريب الراقي، قادرة على تأمين حدوده، الحفاظ على ثرواته، ومقدراته، في كل اتجاه، سواء في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث آبار الغاز الطبيعي والبترول، أو في اتجاه البحر الأحمر، وخطوط الملاحة البحرية لقناة السويس، التي تعتبر عصب الاقتصاد المصري.
وشتان بين المناورة "حسم 2020"، التي تجريها مصر على أراضيها، وبين تلك المناورة البحرية، التي تنفذها تركيا، حالياً، أمام السواحل الليبية، وهو ما لم نراه من قبل، بقيام دولة بتنفيذ مناورة أمام سواحل دولة أخرى، وهو ما يؤكد على بلطجة السياسة التركية الخارجية، التي استنكرتها جميع الدول بدءاً من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو. ومن المنتظر قيام القوات البحرية الفرنسية، والإيطالية، واليونانية، والقبرصية، بتنفيذ مناورة بحرية مشتركة، أمام سواحلهم على البحر المتوسط، كرسالة ردع لتركيا.
على أية حال، فإن القوات المسلحة المصرية، مستعدة، كدائم شأنها، للدفاع عن أمن مصر القومي، سواء داخل حدودها، أو خارجها، مستندة إلى ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن جيش مصر العظيم يحمي ولا يهدد.