محاكمة عاشق
بقلم الأديب : محمود بخيت
متابعة منى حماد
فى ليلةٍ شديدة البرد أقبل يتسلل نحوي النوم
فرأيت وكآني سقطت سجيناًً فى محكمة ينتظرني الحكم
حبسني اليأس بين جدرانه وواجهت كثيراً من التهم
وكان القدر قاضياً وكانت الدنيا شاهدةً والصمت قد خيم
أيها العاشق أتدري لما أنت هنا فى ذاك الحشم ؟
تالله لا أعلم ماذا اقترفت ؟ ومن الجاني ؟ ومن ظلم ؟
أيها العاشق أنت الجاني , أيتها الدنيا فلتمليه التهم
ظلمت نفسك و فرطت فى حبيبتك وأفرطت فى العشق فكان السقم
ونرى نحن القدر أنك مذنب فهل أنت مقرٌ بما نسب إليك من تهم ؟
نعم انا مذنب لكن سلني لماذا قلتُ نعم ؟
فانا مشتاقٌ وبي لوعةٌ وليتها تعود فهل ينفع الندم؟
ويدخل الأمل قاعة المحكمة قبل أن ينطق القدر بالحكم
أيها القدر هذا العاشق هو مجرد ضحية والدنيا هى من ظلم
كل نكبةٍ فى الدنيا تبدو عظيمة ثم تهون أو يأسرها العدم
إلا فراق الحبيب يبدو هيناً لكن يسلك درباًً يزيده فى العظمة حجم
فإني ألتمس له رحمةً ونظرةً لحبيبته فقد يزول السقم
وفجأة يهب صمت الإنتظار ويسود السكون ويبقى الأمل يترنم
وينطق القدر : قد اعترف العاشق بجرمه وأنا هنا الحكم
يطرد من مدينة العشق ويسكن الغابات والجبال و العشق عليه محرم
لا لا فما أنا عابد لنارٍ ولا عابد لصنم لكني عاشق أفشى سره القلم
وقد أدبرت عني الدنيا فما تركت لى حسناً وكآن ريحاً هبت من السعير فزالت كل النعم
إلهى فلترحم عزيزاً زاره ذل الدنيا وفرحها انعدم
وهام العاشق يسعى بين الوديان والقمم
حتى رأى أسداً يترصد ريماً
فأنشد يقول
وريمٍ ضاقت بها الدنيا أوقعتها بين فكي من لا يرحم
إن بقيت ماتت جوعا وإن رحلت ذهب عنها العظام واللحم
فظلت تنعي حظها وكيف كانت فهل ينفعها الندم؟
ومن أوقعها فى ذاك الشراك؟ دعوة مظلوم أم حظ من ظلم
فأخذت تفتش فى الذكرى عن ذنبٍ قد يكون سبب اليوم
فعرفت أن الذنوب عظمت لكن رحمة ساترها أعظم
فهل لها خلاص غير الذي يرزق الدودة فى الحجر الأصم؟
فمن خلق نبياً دون أبٍ ومن خلق نبياً دون أبٍ وأم
وانظر لرجل يصلي بين أحشاء الحوت وكيف يلفظه الفم
ومن جعل نبياً أمياً يسود العالمين دون قرطاسٍ أو قلم
هو الله هو الله هو الله هو بكل شيء أقدر وأعلم
بقلم الأديب : محمود بخيت
متابعة منى حماد
فى ليلةٍ شديدة البرد أقبل يتسلل نحوي النوم
فرأيت وكآني سقطت سجيناًً فى محكمة ينتظرني الحكم
حبسني اليأس بين جدرانه وواجهت كثيراً من التهم
وكان القدر قاضياً وكانت الدنيا شاهدةً والصمت قد خيم
أيها العاشق أتدري لما أنت هنا فى ذاك الحشم ؟
تالله لا أعلم ماذا اقترفت ؟ ومن الجاني ؟ ومن ظلم ؟
أيها العاشق أنت الجاني , أيتها الدنيا فلتمليه التهم
ظلمت نفسك و فرطت فى حبيبتك وأفرطت فى العشق فكان السقم
ونرى نحن القدر أنك مذنب فهل أنت مقرٌ بما نسب إليك من تهم ؟
نعم انا مذنب لكن سلني لماذا قلتُ نعم ؟
فانا مشتاقٌ وبي لوعةٌ وليتها تعود فهل ينفع الندم؟
ويدخل الأمل قاعة المحكمة قبل أن ينطق القدر بالحكم
أيها القدر هذا العاشق هو مجرد ضحية والدنيا هى من ظلم
كل نكبةٍ فى الدنيا تبدو عظيمة ثم تهون أو يأسرها العدم
إلا فراق الحبيب يبدو هيناً لكن يسلك درباًً يزيده فى العظمة حجم
فإني ألتمس له رحمةً ونظرةً لحبيبته فقد يزول السقم
وفجأة يهب صمت الإنتظار ويسود السكون ويبقى الأمل يترنم
وينطق القدر : قد اعترف العاشق بجرمه وأنا هنا الحكم
يطرد من مدينة العشق ويسكن الغابات والجبال و العشق عليه محرم
لا لا فما أنا عابد لنارٍ ولا عابد لصنم لكني عاشق أفشى سره القلم
وقد أدبرت عني الدنيا فما تركت لى حسناً وكآن ريحاً هبت من السعير فزالت كل النعم
إلهى فلترحم عزيزاً زاره ذل الدنيا وفرحها انعدم
وهام العاشق يسعى بين الوديان والقمم
حتى رأى أسداً يترصد ريماً
فأنشد يقول
وريمٍ ضاقت بها الدنيا أوقعتها بين فكي من لا يرحم
إن بقيت ماتت جوعا وإن رحلت ذهب عنها العظام واللحم
فظلت تنعي حظها وكيف كانت فهل ينفعها الندم؟
ومن أوقعها فى ذاك الشراك؟ دعوة مظلوم أم حظ من ظلم
فأخذت تفتش فى الذكرى عن ذنبٍ قد يكون سبب اليوم
فعرفت أن الذنوب عظمت لكن رحمة ساترها أعظم
فهل لها خلاص غير الذي يرزق الدودة فى الحجر الأصم؟
فمن خلق نبياً دون أبٍ ومن خلق نبياً دون أبٍ وأم
وانظر لرجل يصلي بين أحشاء الحوت وكيف يلفظه الفم
ومن جعل نبياً أمياً يسود العالمين دون قرطاسٍ أو قلم
هو الله هو الله هو الله هو بكل شيء أقدر وأعلم