رسالة الى مسؤول: ثقافة الإختلاف لاتعنى التكبر وعدم الالتفاف حول المسؤول النجاح
بقلمى/ طارق ناجى
الكبر ، التكبر ، الغطرسة ، التعاظم
كلها تحمل نفس المعنى وهو آثر من آثار العجب والافتراء من قلب قد أمتلأ بالجهل والظلم ترحلت منه العبودية ، ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شذر ومشيه بينهم تبختر ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ولا الإنصاف ولا يرى لأحد عليه حقا ويرى حقوقه على الناس ولا يرى فضلهم عليه. ومن معانيه التَّرَفُّعُ والخُيَلاءُ المعجم: الرائد تَكَبَّر : تعظَّم وامتنع عن قبول الحقِّ معاندةٌ . المعجم الوسيط. " يَنْبَغِي لِلعالِمِ أَنْ لاَ يَتَكَبَّرَ على الْمُتَعَلِّمينَ " (ابن المقفع ) .المعجم: الغني
راي علماء النفس في التكبر
المتكبر إنسان يشعر بالنقص فيريد أن يكمل نقصه بالتكبر ليجد من ينظر إليه ومن يتحدث معه فهو تعويض لنقص ما عند الشخص.
يلجأ الإنسان لسد احتياجاته النفسية بأن يتمسك بسلوك الغرور والتكبر تعويضًا لمشاعر أخرى قد تكون غير واعية في عقله الباطن.فهو يجعلك تظن انك أعلى البشر كافة وفي الواقع أنت بشر مثلهم من دم ولحم وتمرض وتضعف وتموت مثلهم.
يقال طريقتك في المشي تخبرك من أنت فإذا كان المشي فيه اختيال واضح دل ذلك على التكبر وحب الظهور.
أسباب التكبر
ولما كان التكبر الإعجاب بالنفس، المؤدية إلى احتقار الناس والترفع عليهم، فإن أسبابه التي تؤدى إليه، وبواعثه التي ينشأ منها، هي بعينها: أسباب وبواعث الإعجاب بالنفس ، والغرور، إذا أهملت ولم تعالج، وهي لا تزال في مهدها، أو في أوائلها. فهي من الأشياء التي تنشأ مع الإنسان في صغره.
1- العلم :
ما أسرع التكبّر إلى بعض العلماء أوالمثقفين فلا يلبث أن يستشعر الواحد منهم في نفسه كمالا لعلم فيستعظم نفسه ويستحقر الناس ويستجهلهم ، وسواء أكان العلم شرعياً أو علماً مادياً
.2- الكبر بالحسب والنسب :
فالذي له نسب شريف يستحقر من ليس له نسب حتى وإن كان أرفع منه علماًوعملاً ، وهذا من أفعال الجاهلية التي نهى الشرع عنها
.3- الكبر بالمال :
فهذا يحصل بين كثير من الأغنياء المترفين ، في لباسهم ومراكبهم ومساكنهم ، فيحتقر الغني الفقير ويتكبّر عليه بهذا السبب ، أو يحصل من بعض الزوجات التي قد تتكبّر على زوجها بسبب أنها موظفة مثله أو أعلى منه ، أو أنها غنية بمالها أو مال أبيها
.4- التكبّر بالمنصب :
وهذا يحصل من بعض من يتولّون مراكز مهمة ورفيعة في الدولة ، فيرى أنه أفضل ممن دونه فيحتقره ، وربما رأى أن الواجب ألا يتصل به الناس مباشرةً بل لابد من وسيط بينهما ، أو ينظر إلى من تحته من الموظفين نظرة احتقار ، ويعاملهم كعبيد عنده ، وقد يجرّه الكبر إلى أن يركب رأسه أحياناً فيرتكب أخطاء كبيرة في عمله ، وإذا نصِح أعرض وسخط على من نصحه ، ولم يمنعه من قبول النصيحة والتوجيه إلا الكبر .
النظرة الدينية للتكبر
ما جاء في ذمّ الكبر وبيان الوعيد الشديد لأهله
التكبر في الإسلام
في اصطلاح الدعاة، فإن التكبر هو: إظهار العامل إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم، وينال من ذواتهم، ويترفع عن قبول الحق منهم.جاء في الحديث عَنْ النَّبِيِّ
قَالَ: [ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ]
قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً
قَالَ: [ إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ] رواه مسلم
فبين أن التجمّل في الهيئة واللباس أمر محبوب عند الله إذا لم يصاحبه كبر واستعلاء على الناس ، وأنه ليس من الكبر في شيء
آيات ذم التكبر في القران العظيم
لقد وردت آيات كثيرة تذمّ الكبر وتنهى عنه وتحذّر منه ، من ذلك :قوله تعالى في: سورة الأعراف
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
قوله تعالى : سورة الأعراف
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
. أي: يرون أنهم أفضل الخلق، وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم' .قوله تعالى : سورة غافر
الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ
.قوله تعالى : سورة النحل
لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
.قوله تعالى : سورة الزمر
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
ذم التكبر في السنة النبوية
وقوله صلى الله عليه وسلم:
(ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتلّ جوّاظ مستكبر) [متفق عليه]
وقوله (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر)
الغرور والتكبرأسوأ ما يمكن أن يتصف به الإنسان ، و أسهل طريقة لتنفير الناس منك و زرع كرهك في قلوبهم . و الشخص المغرور والمتكبر هو شخص منبوذ لا يحبه الناس أبداً و لا يتقبلون أي تصرف منه !! .حتى و إن كان هذا الشخص عظيماً و يمتلك الكثير من الإنجازات و الأشياء الجيدة ، إلا أنّ الغرور والتكبر يطغى على تلك كلّها حتى يجعل هذا الشخص بلا قيمة و بلا إنجازات
- العلاقة طردية بين الغرور و صغر العقل ، فالمغرورين غالباً ما تجد عقلهم صغيراً أو أحياناً فارغاً ! " يقول إيسوب : " كلما صغر العقل زاد الغرور ".
قد يظن المغرور بأن عيوبه كلها مخفية عن ناظري الناس ، و لكن الحقيقة أنها مخفيّة عن ناظريه فقط ! :
عافانا الله مما ابتلى كثير من خلقه والحمدلله على نعمة التواضع
بقلمى/ طارق ناجى
الكبر ، التكبر ، الغطرسة ، التعاظم
كلها تحمل نفس المعنى وهو آثر من آثار العجب والافتراء من قلب قد أمتلأ بالجهل والظلم ترحلت منه العبودية ، ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شذر ومشيه بينهم تبختر ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ولا الإنصاف ولا يرى لأحد عليه حقا ويرى حقوقه على الناس ولا يرى فضلهم عليه. ومن معانيه التَّرَفُّعُ والخُيَلاءُ المعجم: الرائد تَكَبَّر : تعظَّم وامتنع عن قبول الحقِّ معاندةٌ . المعجم الوسيط. " يَنْبَغِي لِلعالِمِ أَنْ لاَ يَتَكَبَّرَ على الْمُتَعَلِّمينَ " (ابن المقفع ) .المعجم: الغني
راي علماء النفس في التكبر
المتكبر إنسان يشعر بالنقص فيريد أن يكمل نقصه بالتكبر ليجد من ينظر إليه ومن يتحدث معه فهو تعويض لنقص ما عند الشخص.
يلجأ الإنسان لسد احتياجاته النفسية بأن يتمسك بسلوك الغرور والتكبر تعويضًا لمشاعر أخرى قد تكون غير واعية في عقله الباطن.فهو يجعلك تظن انك أعلى البشر كافة وفي الواقع أنت بشر مثلهم من دم ولحم وتمرض وتضعف وتموت مثلهم.
يقال طريقتك في المشي تخبرك من أنت فإذا كان المشي فيه اختيال واضح دل ذلك على التكبر وحب الظهور.
أسباب التكبر
ولما كان التكبر الإعجاب بالنفس، المؤدية إلى احتقار الناس والترفع عليهم، فإن أسبابه التي تؤدى إليه، وبواعثه التي ينشأ منها، هي بعينها: أسباب وبواعث الإعجاب بالنفس ، والغرور، إذا أهملت ولم تعالج، وهي لا تزال في مهدها، أو في أوائلها. فهي من الأشياء التي تنشأ مع الإنسان في صغره.
1- العلم :
ما أسرع التكبّر إلى بعض العلماء أوالمثقفين فلا يلبث أن يستشعر الواحد منهم في نفسه كمالا لعلم فيستعظم نفسه ويستحقر الناس ويستجهلهم ، وسواء أكان العلم شرعياً أو علماً مادياً
.2- الكبر بالحسب والنسب :
فالذي له نسب شريف يستحقر من ليس له نسب حتى وإن كان أرفع منه علماًوعملاً ، وهذا من أفعال الجاهلية التي نهى الشرع عنها
.3- الكبر بالمال :
فهذا يحصل بين كثير من الأغنياء المترفين ، في لباسهم ومراكبهم ومساكنهم ، فيحتقر الغني الفقير ويتكبّر عليه بهذا السبب ، أو يحصل من بعض الزوجات التي قد تتكبّر على زوجها بسبب أنها موظفة مثله أو أعلى منه ، أو أنها غنية بمالها أو مال أبيها
.4- التكبّر بالمنصب :
وهذا يحصل من بعض من يتولّون مراكز مهمة ورفيعة في الدولة ، فيرى أنه أفضل ممن دونه فيحتقره ، وربما رأى أن الواجب ألا يتصل به الناس مباشرةً بل لابد من وسيط بينهما ، أو ينظر إلى من تحته من الموظفين نظرة احتقار ، ويعاملهم كعبيد عنده ، وقد يجرّه الكبر إلى أن يركب رأسه أحياناً فيرتكب أخطاء كبيرة في عمله ، وإذا نصِح أعرض وسخط على من نصحه ، ولم يمنعه من قبول النصيحة والتوجيه إلا الكبر .
النظرة الدينية للتكبر
ما جاء في ذمّ الكبر وبيان الوعيد الشديد لأهله
التكبر في الإسلام
في اصطلاح الدعاة، فإن التكبر هو: إظهار العامل إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم، وينال من ذواتهم، ويترفع عن قبول الحق منهم.جاء في الحديث عَنْ النَّبِيِّ
قَالَ: [ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ]
قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً
قَالَ: [ إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ] رواه مسلم
فبين أن التجمّل في الهيئة واللباس أمر محبوب عند الله إذا لم يصاحبه كبر واستعلاء على الناس ، وأنه ليس من الكبر في شيء
آيات ذم التكبر في القران العظيم
لقد وردت آيات كثيرة تذمّ الكبر وتنهى عنه وتحذّر منه ، من ذلك :قوله تعالى في: سورة الأعراف
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
قوله تعالى : سورة الأعراف
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
. أي: يرون أنهم أفضل الخلق، وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم' .قوله تعالى : سورة غافر
الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ
.قوله تعالى : سورة النحل
لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
.قوله تعالى : سورة الزمر
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
ذم التكبر في السنة النبوية
وقوله صلى الله عليه وسلم:
(ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتلّ جوّاظ مستكبر) [متفق عليه]
وقوله (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر)
الغرور والتكبرأسوأ ما يمكن أن يتصف به الإنسان ، و أسهل طريقة لتنفير الناس منك و زرع كرهك في قلوبهم . و الشخص المغرور والمتكبر هو شخص منبوذ لا يحبه الناس أبداً و لا يتقبلون أي تصرف منه !! .حتى و إن كان هذا الشخص عظيماً و يمتلك الكثير من الإنجازات و الأشياء الجيدة ، إلا أنّ الغرور والتكبر يطغى على تلك كلّها حتى يجعل هذا الشخص بلا قيمة و بلا إنجازات
- العلاقة طردية بين الغرور و صغر العقل ، فالمغرورين غالباً ما تجد عقلهم صغيراً أو أحياناً فارغاً ! " يقول إيسوب : " كلما صغر العقل زاد الغرور ".
قد يظن المغرور بأن عيوبه كلها مخفية عن ناظري الناس ، و لكن الحقيقة أنها مخفيّة عن ناظريه فقط ! :
عافانا الله مما ابتلى كثير من خلقه والحمدلله على نعمة التواضع