كتب الدكتور/ عبدالعزيز آدم
روائي وعضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية
"أبحث عنك"
للكاتبة/ أمنية القطان
ما أعمق الكلمات حينما تختلط بصدق الإحساس وقسوة التجربة، لقد صاغت الكاتبة أمنية القطان تلك الرسائل الانسانية ببراعة مفرطة في الجانب الحسي والنفسي، وكأني أراها تحكي بكل صدق وألم قصة تتكرر في مجتمعنا.
إنها قصة القهر والخذلان من هؤلاء الذين كنا ننتظر منهم أن يكونون لنا سندًا في لحظات الاحتياج. قصة الزوج النرجسي الذي ضمن وجود الزوجة في حياته وكانها بعض من ممتلكاته، ليتصرف بمنتهي القسوة وفقدان المشاعر حتى يفيض الكيل بها ويفقدها بلا رجوع. وهنا يكون الاصرار منها على بدء حياة جديدة بعيدًا عن تلك العلاقة السامة التي عكرت صفو حياتها، بل وافتقدتها الشعر بالحياة من الاساس. الحياة التى وصفتها الكاتبة بالرحلة الواحدة التي لن تتكرر والتي يجب أن نعيشها بشكل صحي يضمن لنا الكرامة قبل المشاعر. ولعل ما وصفته على لسان والد البطلة كان أبلغ تعبير عن مفهوم الحياة حين وصف أن الزواج في حد ذاته هو ليس أكبر الانجازات وإنما الإنجاز الحقيقي هو النجاحات التي نصل إليها ونحققها والأثر الذي نتركه بذلك النجاح في الحياة.
لقد وصفت الجانب النفسي ببراعة واتقان وصاغته في رسائل هامة إذا أدركها من يقرأها سيجد فيها سبيل للنجاة من كل التحديات والإضرابات التي قد يمر بها. نعم كما ذكرت الكاتبة أن الفراغ هو العدو الأول للإنسان والمسبب الأول للوقوع في متاهات الضعف والازمات النفسية، وأن الانشغال بوجود أهداف تصل بنا إلى نجاحات ملموسة هو السبيل الأوحد للتخلص من كل رواسب الماضي وتجاوز كل التجارب الموجعة والعلاقات السامة التي أنهكتنا كثيرًا واستنفذت مخزوننا النفسي وقدرتنا على المقاومة بل وسلبت رغبتنا في الحياة.
لقد وصفت الكاتبة حجم وقسوة الآلام النفسية التي يعانيها كل من مر بتجربة سامة جعلت منه إنسانًا فاقد للرغبة في الاستمرار في الحياة، ما جعل البطلة تحاول مرارًا التخلص من حياتها متوهمة أن تجد في ذلك سبيلًا للتخلص من الألم الذي لا يشعر بقسوته أحد حتى أقرب الناس إليها. ومن خلال سطورها ذكرت كيف أنها قاومت الفكرة وكانت شجاعة بالقدر الكافي الذي جعلها تتخذ قرارات مصيرية يفتقر إليها العديد ممن يمرون بتلك العثرات، لقد اتخذت قرار الانفصال لتبدأ معه حياة جديدة حافلة بالأمل، وبرغم أن القرار ما مفاجئًا للجميع لكنه في حد ذاته كان قرارًا هامًا فهو قرار استمرارها في الحياة لأن الاستمرار في علاقة سامة محبطة هو الموت بعينه والانتحار بشكل بطيء. كم نحن بحاجة لتلك الشجاعة في قراراتنا المصيرية التي تماثل الاختيار بين الاستمرار في الحياة أو النهاية والموت.
وقد أعجبني كثيرًا الجزء الأخير من الكتاب، لما فيه من مشاعر صادقة صاغتها الكاتبة بكلمات بسيطة ولكنها برغم بساطتها تحمل الكثير من الصدق والعمق والرقي والرقة. وأهم ما تحمله كان الأمل في بداية جديدة ولقاء بعد فراق ومشاعر صاغتها ببراعة نحو النصف الآخر الذي كانت تبحث فيه عن نفسها وأحلامها وظلت تبحث عنه، ليعطيها القدر أجمل هدية وأجمل مكافئة على صبرها وشجاعتها في اتخاذ قرار مصيري، فتكون المكافئة هي بداية جديدة لطالما حلمت بها حتى وجدتها حقيقة ملموسة أمامها، عوض عن ماض كانت فيه وحيدة تكبدت فيه مشقة الحرمان والإهمال والقسوة. لكن هذا الماضى لم يعد الآن إلا مجرد ذكري تذكرها ببسمة دامعة حينما تدرك أنها قد إنتصرت عليه بمفردها كفارس خاض الحرب بمثابرة وحيدًا وانتصر فيها وحيدًا.
"أبحث عنك" في رأيي هو رحلة البحث عن الذات، وهو صورة لقصة تكررت وتتكرر كثيرًا في مجتمعنا، قد وضعت لها الكاتبة حلولًا حاسمة، وهو الحب في أنقى وأصدق صوره، وهو الأمل في غد باسم حافل بالحياة.
بداية في غاية الروعة لكاتبة واعدة أتوقع لها أن تكون من مصاف الكتاب لاحقًا فقد استمتعت كثيرًا وأنا أطالع سطور وصفحات هذا الكتاب بين قصص إنسانية ونصائح نفسية ورسائل رومانسية عذبة.
روائي وعضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية
"أبحث عنك"
للكاتبة/ أمنية القطان
ما أعمق الكلمات حينما تختلط بصدق الإحساس وقسوة التجربة، لقد صاغت الكاتبة أمنية القطان تلك الرسائل الانسانية ببراعة مفرطة في الجانب الحسي والنفسي، وكأني أراها تحكي بكل صدق وألم قصة تتكرر في مجتمعنا.
إنها قصة القهر والخذلان من هؤلاء الذين كنا ننتظر منهم أن يكونون لنا سندًا في لحظات الاحتياج. قصة الزوج النرجسي الذي ضمن وجود الزوجة في حياته وكانها بعض من ممتلكاته، ليتصرف بمنتهي القسوة وفقدان المشاعر حتى يفيض الكيل بها ويفقدها بلا رجوع. وهنا يكون الاصرار منها على بدء حياة جديدة بعيدًا عن تلك العلاقة السامة التي عكرت صفو حياتها، بل وافتقدتها الشعر بالحياة من الاساس. الحياة التى وصفتها الكاتبة بالرحلة الواحدة التي لن تتكرر والتي يجب أن نعيشها بشكل صحي يضمن لنا الكرامة قبل المشاعر. ولعل ما وصفته على لسان والد البطلة كان أبلغ تعبير عن مفهوم الحياة حين وصف أن الزواج في حد ذاته هو ليس أكبر الانجازات وإنما الإنجاز الحقيقي هو النجاحات التي نصل إليها ونحققها والأثر الذي نتركه بذلك النجاح في الحياة.
لقد وصفت الجانب النفسي ببراعة واتقان وصاغته في رسائل هامة إذا أدركها من يقرأها سيجد فيها سبيل للنجاة من كل التحديات والإضرابات التي قد يمر بها. نعم كما ذكرت الكاتبة أن الفراغ هو العدو الأول للإنسان والمسبب الأول للوقوع في متاهات الضعف والازمات النفسية، وأن الانشغال بوجود أهداف تصل بنا إلى نجاحات ملموسة هو السبيل الأوحد للتخلص من كل رواسب الماضي وتجاوز كل التجارب الموجعة والعلاقات السامة التي أنهكتنا كثيرًا واستنفذت مخزوننا النفسي وقدرتنا على المقاومة بل وسلبت رغبتنا في الحياة.
لقد وصفت الكاتبة حجم وقسوة الآلام النفسية التي يعانيها كل من مر بتجربة سامة جعلت منه إنسانًا فاقد للرغبة في الاستمرار في الحياة، ما جعل البطلة تحاول مرارًا التخلص من حياتها متوهمة أن تجد في ذلك سبيلًا للتخلص من الألم الذي لا يشعر بقسوته أحد حتى أقرب الناس إليها. ومن خلال سطورها ذكرت كيف أنها قاومت الفكرة وكانت شجاعة بالقدر الكافي الذي جعلها تتخذ قرارات مصيرية يفتقر إليها العديد ممن يمرون بتلك العثرات، لقد اتخذت قرار الانفصال لتبدأ معه حياة جديدة حافلة بالأمل، وبرغم أن القرار ما مفاجئًا للجميع لكنه في حد ذاته كان قرارًا هامًا فهو قرار استمرارها في الحياة لأن الاستمرار في علاقة سامة محبطة هو الموت بعينه والانتحار بشكل بطيء. كم نحن بحاجة لتلك الشجاعة في قراراتنا المصيرية التي تماثل الاختيار بين الاستمرار في الحياة أو النهاية والموت.
وقد أعجبني كثيرًا الجزء الأخير من الكتاب، لما فيه من مشاعر صادقة صاغتها الكاتبة بكلمات بسيطة ولكنها برغم بساطتها تحمل الكثير من الصدق والعمق والرقي والرقة. وأهم ما تحمله كان الأمل في بداية جديدة ولقاء بعد فراق ومشاعر صاغتها ببراعة نحو النصف الآخر الذي كانت تبحث فيه عن نفسها وأحلامها وظلت تبحث عنه، ليعطيها القدر أجمل هدية وأجمل مكافئة على صبرها وشجاعتها في اتخاذ قرار مصيري، فتكون المكافئة هي بداية جديدة لطالما حلمت بها حتى وجدتها حقيقة ملموسة أمامها، عوض عن ماض كانت فيه وحيدة تكبدت فيه مشقة الحرمان والإهمال والقسوة. لكن هذا الماضى لم يعد الآن إلا مجرد ذكري تذكرها ببسمة دامعة حينما تدرك أنها قد إنتصرت عليه بمفردها كفارس خاض الحرب بمثابرة وحيدًا وانتصر فيها وحيدًا.
"أبحث عنك" في رأيي هو رحلة البحث عن الذات، وهو صورة لقصة تكررت وتتكرر كثيرًا في مجتمعنا، قد وضعت لها الكاتبة حلولًا حاسمة، وهو الحب في أنقى وأصدق صوره، وهو الأمل في غد باسم حافل بالحياة.
بداية في غاية الروعة لكاتبة واعدة أتوقع لها أن تكون من مصاف الكتاب لاحقًا فقد استمتعت كثيرًا وأنا أطالع سطور وصفحات هذا الكتاب بين قصص إنسانية ونصائح نفسية ورسائل رومانسية عذبة.
