محمد رجب الصفناوي يكتب : السيرة العطرة لسيدي علي نور الدين سلطان الموحدين
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا ونبينا سيدنا محمد رسول الله ورضي الله تبارك وتعالي عن ساداتنا ال بيت النبي اما بعد يكون معنا في هذا المقال قطب من أقطاب السادة الصوفية وهو سيدي علي نور الدين البيومي سلطان الموحدين بحر الحب والجذب النوراني والجامع المجمع من مدده في كل بلدة مسمع وعلي ورده تشاهد كل شيء ممتع رضي الله عنه وأرضاه باش الأمارة شاويش الأربعة
من بمدد الله ونظرة نورانية صار قطاع الطرق تائبين عبي ما فعلوا نادمين ودخلوا في حضرة الأولياء علي يد سيدى على البيومى .
فهو حفيد سيدنا الإمام الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدي علي البيومي هو العالم العامل والقدوة الكامل شيخ الشريعة والحقيقة وإمام الطريقة مرشد السالكين ومربي المريدين الملقـب بسلطان الموحدين ذي الكرامات الباهرة والمناقـب الفاخرة سيدي علي بن السيد حجازي بن السيد نور الدين الشهير بالبيومي ينتهي نسبه الشريف إلى حضرة سيدنا ومولانا الإمام الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه .
*ولد رضي الله عنه سنة 1108بقرية بيوم كانت تتبع وقتها محافظة الدقهلية والآن تم فصلها إدارياً وتتبع مركز الزقازيق محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية و حفظ القرآن الكريم في صغره ودرس العلوم الشرعية بالأزهر الشريف فسمع الحديث على شيخه سيدي عمر بن عبد السلام التطواني المغربي وتفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه و أخذ طريق السادة الأحمدية ولبس الخرقة الحمراء وحصل له جذب روحاني ومالت إليه القلوب وصار للناس قدوة و للتصوف آية وبرهان وانجذبت إليه القلوب والأرواح وكان كلما حل بمكان حلت الأفراح واتبع كثيراً من الناس طريقته وأذكاره ،وكان رضي الله عنه يسكن الحسينية ويعقد مجالس الذكر بمسجد الظاهر خارج الحسينية وكان رضي الله عنه يقيم به هو وأتباعه لقربه من بيتـه وكان ذا واردات وفيوضات وأحوال مع الله إعلم أيها الاخ الكريم إن للعارفين أحوال وأعلم أن أنوار الأرواح لا تنطفي أبداً وسرعان ما انتشرت طريقته البيومية الأحمدية وهدي الله علي نهجه العباد وفتح الله علي يديه البلاد وذاع صيته بين الاشهاد .
وانجذبت إليه الأرواح وسلك الكثير من الناس على طريقته وأذكاره وأحزابه وصار له نواب وخلفاء و أتبـاع ومريـدون وأحباب وكـان رضي الله عنه يسكـن الحسينيـة ويعقـد حلـق الذكـر فـي مسجـد الظاهر بيبرس خـارج الحسينيـة وكان رضي الله عنه يقيم به هو وجماعته لقربه من بيته وكـان رضي الله عنه من أهل المكاشفات والإلهامات والنفحات .
وقال الشيخ عبد الرحمن الجبرتي في عجائب الآثار:
هو الإمام الولي الصالح المعتقد المجذوب بمغناطيس المدد النوراني جذباً جوهرياً ملك الروح والفؤاد لكن لم يكن جذب شطحات وإفتراءات رضي الله عنه وأرضاه فسيدي علي البيومي هو العالم العامل مجمع الأقطاب باش الأمارة شيخ الشريعة والطريقة والحقيقة الشافعي الخلوتي ثم الأحمدي وفي صغره كان رضي الله عنه يحضر دروس الأشياخ وسمع الحديث والمسلسلات على عمر بن عبد السلام التطاوني وتلقـن الخلوتيـة من السيد حسين الدمرداش العادلي وسلك بها مدة ثم أخذ طريق الأحمدية عن جماعـة ثم حصل له جذب ومالت إليه القلوب وصار للناس فيه اعتقاد عظيم.
ولسيدي علي البيومي رضي الله عنه الكثير من المؤلفات العديـدة منهـا شـرح الجامـع الصغيـر وشـرح الحكم لابن عطاء الله السكندري وشرح الإنسان الكامل للجيلي وله مؤلف في طريق القوم خصوصًا في طريق السادة الخلواتية الدمرداشية ألفه سنة 1144 وشرح الأربعين النووية ورسالـة فـي الحـدود وشـرح علـى الصيغـة الأحمديـة وشـرح علـى الصيغـة المطلسمـة وكتاب في الفقه " المربع على المذاهب الاربع" ولـه كلـام عال في التصوف وإذا تكلم أفصح في البيان وأتى بما يبهر الأعيان وكان يلبس قميصًا أبيض وطاقية بيضـاء ويعتـم عليهـا بقطعـة شملـة حمراء لا يزيد على ذلك شتاء ولا صيفًا وكان لا يخرج من بيته إلا في كل أسبوع مرة لزيارة المشهد الحسيني وهو على بغلة وأتباعه بين يديه وخلفه يعلنون بالتوحيد والذكر وربما جلس شهورًا لا يجتمع بأحد من الناس.
ومن بعض كراماته رضي الله عنه أنه كان يتوب العصاة من قطاع الطريق ويردهم عن حالهم فيصيرون مريدين له وذا سمعته من الثقات ومنهم من صار من السالكين وكان تارة يربطهم بسلسلة عظيمة من حديد في عمدان مسجد الظاهر وتارة بالشوق في رقبتهم يؤدبهم بما يقتضيه رأيه.
وكان رضي الله عنه إذا ركب ساروا خلفه بالأسلحة والعصي وكانت عليه مهابة الملوك وإذا ورد المشهد الحسيني يغلب عليه الوجد في الذكر حتى يصير كالوحش النافر في غاية القوة فإذا جلس بعد الذكر تراه في غاية الضعف.
و له رضي الله عنه كرامات كثيرة ظاهره، منها لما عقد الذكر بالمشهد الحسيني كل يوم ثلاثاء وكان يأتي بجماعته ويذكرون في الصحن قامت عليه العلماء وأنكروا ما يحصل من جماعته ويرفعون أصواتهم بالشدة وكاد أن يتم منعه بواسطة الأمراء فانبرى لهم الشيخ عبد الله الشبراوي وانتصر له، وقال إن هذا الرجل من كبار العلماء والأولياء فلا ينبغي التعرض له وحينئذ أمره الشيخ عبـد الله الشـبراوي بأن يعقد درساً بالجامـع الأزهر الشريف فقرأ الطبرسية والأربعين النووية وحضره غالب العلماء واستمعوا لدرسه قرأ لهم ما يبهر العقول فسكتوا عنه وخمدت نار الفتنة.
ولما كان بمصر مصطفى باشا مال إليه واعتقده وزاره فقال له: إنك ستطلب إلى الصدارة في الوقت الفلاني فكان كما قال له الشيخ.
فلما ولي الصـدارة بعـث إلـى مصـر وبنى له المسجد المعروف به بالحسينية وسبيلًا وكتابًا وقمة وبداخلها مدفن للشيخ علي على يد الأمير عثمان أغا وكيل دار السعادة ولمـا مـات خرجـوا بجنازتـه وصلي عليه بالأزهر في مشهد عظيم ودفن بالقبر الذي بني له بداخل القبة بالمسجد المذكور.
ومن أقواله رضي الله عنه: حرامٌ على قلب عرف الله أن يسكن إلى غيره لا يغلبه أحد وتهب عليه نفحات الرحمن وتظهر عليه آثارها على قدر همته وإخلاصه في ذكر الله تعالى. وقال أيضا: الوصول إليه بدوام الذكر وصحبة أهله، وقال أيضا: فمن لم يحصل له جذب من الله لم يقدر على تخليص نفسه ولم يحصل له معرفة بالله تعالى ولا إطلاع ولا مشاهدة وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين، قال أيضا: فكن ملازماً للإفتقار إلى الله تعالى حتى يسكن سترك إلى الله تعالى وتثق بضمانه فيما وعدك وقسم لك لأنك لو جمعت حكمة الأولين وادعيت أحوال الأولياء والمقربين لم تصل إلى درجات العارفين إلا إذا سكن سترك إلى الله تعالى وأظهر لك الكرامة بموافقته تعالى في أوامره ونواهيه فكن بمراد الله تعالى لا بمرادك، وقال أيضا: فلا يكتمل الفقير في الإتباع لرسول الله حتى يشاهده في كل عمل مشروع ويتبع النصيحة والتضحية وترك الخصومة وعدم المخالفة والمعاندة وفي هذا القدر كفاية. اطرح الدنيا علي أربابها واقبل علي مولاك بعدم الاشتغال بأسبابها،
أنوار الربوبية لا تشرق إلا لمن طهر ظاهره من المخالفات وعمر باطنه بالمشاهدات .
وله رضي الله عنه إلهامات عديدة منها منظومة أسماء الله الحسنى وتقع في حوالي ستين بيتاً من النظم الشعري وتدل على مدى تبحر رضي الله عنه في علمي الشريعة والعلم الرباني ومن بعض أبياتها :
تباركت يا الله يا دائم العـطــا
أقمنا على التقوى وبالرشد قونـا
بذاتك بالسر المصون بما حـوى
بأسمائك الحسنى دعونا ربـنـا
بنقطة أصل بالفناء وبالبـقــاء
بمخفي كنز فيك أن تخلق الدنـا
بأوصافك العليا وأسرارها التـي
ينال بها الداعي المقاصد والمنـا
فيا من هو الله الذي ليس غيـره
إلهاً ورحمانا رحيماً تــولـنـا
من الملك القدوس أرجـو تخلصاً
عن النقص سلم يا سلام ووقنـا
ويا مؤمن في الحشر أمن مخافتي
ودبر أموري يا مهيمن واهـدنـا
رضي الله عن القوم وعنا بهم
وأدخلنا في معيتهم
يوم يساق أهل الشر إلى سقر
وأهل الخير إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر .
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا ونبينا سيدنا محمد رسول الله ورضي الله تبارك وتعالي عن ساداتنا ال بيت النبي اما بعد يكون معنا في هذا المقال قطب من أقطاب السادة الصوفية وهو سيدي علي نور الدين البيومي سلطان الموحدين بحر الحب والجذب النوراني والجامع المجمع من مدده في كل بلدة مسمع وعلي ورده تشاهد كل شيء ممتع رضي الله عنه وأرضاه باش الأمارة شاويش الأربعة
من بمدد الله ونظرة نورانية صار قطاع الطرق تائبين عبي ما فعلوا نادمين ودخلوا في حضرة الأولياء علي يد سيدى على البيومى .
فهو حفيد سيدنا الإمام الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدي علي البيومي هو العالم العامل والقدوة الكامل شيخ الشريعة والحقيقة وإمام الطريقة مرشد السالكين ومربي المريدين الملقـب بسلطان الموحدين ذي الكرامات الباهرة والمناقـب الفاخرة سيدي علي بن السيد حجازي بن السيد نور الدين الشهير بالبيومي ينتهي نسبه الشريف إلى حضرة سيدنا ومولانا الإمام الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه .
*ولد رضي الله عنه سنة 1108بقرية بيوم كانت تتبع وقتها محافظة الدقهلية والآن تم فصلها إدارياً وتتبع مركز الزقازيق محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية و حفظ القرآن الكريم في صغره ودرس العلوم الشرعية بالأزهر الشريف فسمع الحديث على شيخه سيدي عمر بن عبد السلام التطواني المغربي وتفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه و أخذ طريق السادة الأحمدية ولبس الخرقة الحمراء وحصل له جذب روحاني ومالت إليه القلوب وصار للناس قدوة و للتصوف آية وبرهان وانجذبت إليه القلوب والأرواح وكان كلما حل بمكان حلت الأفراح واتبع كثيراً من الناس طريقته وأذكاره ،وكان رضي الله عنه يسكن الحسينية ويعقد مجالس الذكر بمسجد الظاهر خارج الحسينية وكان رضي الله عنه يقيم به هو وأتباعه لقربه من بيتـه وكان ذا واردات وفيوضات وأحوال مع الله إعلم أيها الاخ الكريم إن للعارفين أحوال وأعلم أن أنوار الأرواح لا تنطفي أبداً وسرعان ما انتشرت طريقته البيومية الأحمدية وهدي الله علي نهجه العباد وفتح الله علي يديه البلاد وذاع صيته بين الاشهاد .
وانجذبت إليه الأرواح وسلك الكثير من الناس على طريقته وأذكاره وأحزابه وصار له نواب وخلفاء و أتبـاع ومريـدون وأحباب وكـان رضي الله عنه يسكـن الحسينيـة ويعقـد حلـق الذكـر فـي مسجـد الظاهر بيبرس خـارج الحسينيـة وكان رضي الله عنه يقيم به هو وجماعته لقربه من بيته وكـان رضي الله عنه من أهل المكاشفات والإلهامات والنفحات .
وقال الشيخ عبد الرحمن الجبرتي في عجائب الآثار:
هو الإمام الولي الصالح المعتقد المجذوب بمغناطيس المدد النوراني جذباً جوهرياً ملك الروح والفؤاد لكن لم يكن جذب شطحات وإفتراءات رضي الله عنه وأرضاه فسيدي علي البيومي هو العالم العامل مجمع الأقطاب باش الأمارة شيخ الشريعة والطريقة والحقيقة الشافعي الخلوتي ثم الأحمدي وفي صغره كان رضي الله عنه يحضر دروس الأشياخ وسمع الحديث والمسلسلات على عمر بن عبد السلام التطاوني وتلقـن الخلوتيـة من السيد حسين الدمرداش العادلي وسلك بها مدة ثم أخذ طريق الأحمدية عن جماعـة ثم حصل له جذب ومالت إليه القلوب وصار للناس فيه اعتقاد عظيم.
ولسيدي علي البيومي رضي الله عنه الكثير من المؤلفات العديـدة منهـا شـرح الجامـع الصغيـر وشـرح الحكم لابن عطاء الله السكندري وشرح الإنسان الكامل للجيلي وله مؤلف في طريق القوم خصوصًا في طريق السادة الخلواتية الدمرداشية ألفه سنة 1144 وشرح الأربعين النووية ورسالـة فـي الحـدود وشـرح علـى الصيغـة الأحمديـة وشـرح علـى الصيغـة المطلسمـة وكتاب في الفقه " المربع على المذاهب الاربع" ولـه كلـام عال في التصوف وإذا تكلم أفصح في البيان وأتى بما يبهر الأعيان وكان يلبس قميصًا أبيض وطاقية بيضـاء ويعتـم عليهـا بقطعـة شملـة حمراء لا يزيد على ذلك شتاء ولا صيفًا وكان لا يخرج من بيته إلا في كل أسبوع مرة لزيارة المشهد الحسيني وهو على بغلة وأتباعه بين يديه وخلفه يعلنون بالتوحيد والذكر وربما جلس شهورًا لا يجتمع بأحد من الناس.
ومن بعض كراماته رضي الله عنه أنه كان يتوب العصاة من قطاع الطريق ويردهم عن حالهم فيصيرون مريدين له وذا سمعته من الثقات ومنهم من صار من السالكين وكان تارة يربطهم بسلسلة عظيمة من حديد في عمدان مسجد الظاهر وتارة بالشوق في رقبتهم يؤدبهم بما يقتضيه رأيه.
وكان رضي الله عنه إذا ركب ساروا خلفه بالأسلحة والعصي وكانت عليه مهابة الملوك وإذا ورد المشهد الحسيني يغلب عليه الوجد في الذكر حتى يصير كالوحش النافر في غاية القوة فإذا جلس بعد الذكر تراه في غاية الضعف.
و له رضي الله عنه كرامات كثيرة ظاهره، منها لما عقد الذكر بالمشهد الحسيني كل يوم ثلاثاء وكان يأتي بجماعته ويذكرون في الصحن قامت عليه العلماء وأنكروا ما يحصل من جماعته ويرفعون أصواتهم بالشدة وكاد أن يتم منعه بواسطة الأمراء فانبرى لهم الشيخ عبد الله الشبراوي وانتصر له، وقال إن هذا الرجل من كبار العلماء والأولياء فلا ينبغي التعرض له وحينئذ أمره الشيخ عبـد الله الشـبراوي بأن يعقد درساً بالجامـع الأزهر الشريف فقرأ الطبرسية والأربعين النووية وحضره غالب العلماء واستمعوا لدرسه قرأ لهم ما يبهر العقول فسكتوا عنه وخمدت نار الفتنة.
ولما كان بمصر مصطفى باشا مال إليه واعتقده وزاره فقال له: إنك ستطلب إلى الصدارة في الوقت الفلاني فكان كما قال له الشيخ.
فلما ولي الصـدارة بعـث إلـى مصـر وبنى له المسجد المعروف به بالحسينية وسبيلًا وكتابًا وقمة وبداخلها مدفن للشيخ علي على يد الأمير عثمان أغا وكيل دار السعادة ولمـا مـات خرجـوا بجنازتـه وصلي عليه بالأزهر في مشهد عظيم ودفن بالقبر الذي بني له بداخل القبة بالمسجد المذكور.
ومن أقواله رضي الله عنه: حرامٌ على قلب عرف الله أن يسكن إلى غيره لا يغلبه أحد وتهب عليه نفحات الرحمن وتظهر عليه آثارها على قدر همته وإخلاصه في ذكر الله تعالى. وقال أيضا: الوصول إليه بدوام الذكر وصحبة أهله، وقال أيضا: فمن لم يحصل له جذب من الله لم يقدر على تخليص نفسه ولم يحصل له معرفة بالله تعالى ولا إطلاع ولا مشاهدة وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين، قال أيضا: فكن ملازماً للإفتقار إلى الله تعالى حتى يسكن سترك إلى الله تعالى وتثق بضمانه فيما وعدك وقسم لك لأنك لو جمعت حكمة الأولين وادعيت أحوال الأولياء والمقربين لم تصل إلى درجات العارفين إلا إذا سكن سترك إلى الله تعالى وأظهر لك الكرامة بموافقته تعالى في أوامره ونواهيه فكن بمراد الله تعالى لا بمرادك، وقال أيضا: فلا يكتمل الفقير في الإتباع لرسول الله حتى يشاهده في كل عمل مشروع ويتبع النصيحة والتضحية وترك الخصومة وعدم المخالفة والمعاندة وفي هذا القدر كفاية. اطرح الدنيا علي أربابها واقبل علي مولاك بعدم الاشتغال بأسبابها،
أنوار الربوبية لا تشرق إلا لمن طهر ظاهره من المخالفات وعمر باطنه بالمشاهدات .
وله رضي الله عنه إلهامات عديدة منها منظومة أسماء الله الحسنى وتقع في حوالي ستين بيتاً من النظم الشعري وتدل على مدى تبحر رضي الله عنه في علمي الشريعة والعلم الرباني ومن بعض أبياتها :
تباركت يا الله يا دائم العـطــا
أقمنا على التقوى وبالرشد قونـا
بذاتك بالسر المصون بما حـوى
بأسمائك الحسنى دعونا ربـنـا
بنقطة أصل بالفناء وبالبـقــاء
بمخفي كنز فيك أن تخلق الدنـا
بأوصافك العليا وأسرارها التـي
ينال بها الداعي المقاصد والمنـا
فيا من هو الله الذي ليس غيـره
إلهاً ورحمانا رحيماً تــولـنـا
من الملك القدوس أرجـو تخلصاً
عن النقص سلم يا سلام ووقنـا
ويا مؤمن في الحشر أمن مخافتي
ودبر أموري يا مهيمن واهـدنـا
رضي الله عن القوم وعنا بهم
وأدخلنا في معيتهم
يوم يساق أهل الشر إلى سقر
وأهل الخير إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر .
