الجمهورية اليوم المصرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجمهورية اليوم المصرية

الجمهورية اليوم المصرية رئيس مجلس الإدارة والتحرير محمد الصفناوي


    هبة سامي تكتب للجمهورية اليوم : شبح كورونا يعيد (آدم بدون غطاء)...

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 3509
    تاريخ التسجيل : 17/10/2019

    هبة سامي تكتب للجمهورية اليوم : شبح كورونا يعيد (آدم بدون غطاء)... Empty هبة سامي تكتب للجمهورية اليوم : شبح كورونا يعيد (آدم بدون غطاء)...

    مُساهمة من طرف Admin الخميس أبريل 02, 2020 2:29 pm

    هبة سامي تكتب للجمهورية اليوم : شبح كورونا يعيد (آدم بدون غطاء)...
    العالم بأكمله عانى و إنتفض إثر الذعر الذي أصابه من سقوط الضحايا و فقد الأحبة في كل مكان ، بعد أن رأى أن الثروات و الممتلكات و المناصب لم تعد ملجأ آمنا ، و سيطرت الأفكار المخيفة على الجميع عن أنفسهم و عن المحيطين بهم ، و بدأ يرسمها خيالا ظنا منه انه الواقع الذي سيعيشه فيما بعد ، فمنهم من رسم لنفسه صورة متفائلة بحكمة فكان مبشرا بحكمة نابعة من إيمانه فإستطاع الصبر و التكيف ومساعدة الآخرين للوصول لهذه المرحلة التي تحتاج أرواحنا مسالمة صادقة محبة للحياة تؤمن بالقضاء و القدر و آخر تفائل و لكن بتهاون و سخرية من كل شيء فعرض نفسه و من حوله للأذى ، و منهم من رسم خيالات متشائمة عاشها تدريجيا و بدأ تأثيرها السلبي على عقله و كل من أحاط به بنشر أفكار النهايات و الظلام و الموت والألم و كأن العالم سينتهي غدا ...

    و كما حدث سابقا في فيلم الممثل القدير محمد صبحي الشهير ( آدم بدون غطاء) إستيقظ العالم على صدى أصوات الصمت بعد الموت الذي تملؤه الشوارع و الميادين بل و مدنا بأكملها باتت فارغة ساكنة مظلمة بعد أن تقطعت أوصال الحياة فيها حين أصابتها عاصفة هادئة لم تنذر أحدا قبل وصولها و لم يتنبأ بظهورها الغير مرغوب فيه أحد ، عزلت مدنا و دولا و عالما بأكمله ، و يبقى صدى صوت أقدام من يسير وحده في الشوارع الآن ربما ليؤدي التزاماته او واجباته ، ليبقى هذا الصوت مخيفا في العقل الظاهر و الباطن و خاصة بعد أن رأى الجميع العالم يعيش هذا السكون و كأن التواجد البشري قد أوشك على الإنتهاء و تقع على العقل و الحكمة مسؤولية الحفاظ على هذا الجنس من الإنقراض ربما بمحاولة تعديل السلوك البشري الذي يفني سنوات حياته في بعض الخطايا كإيذاء الآخرين أو كنز الثروات أو ارتكاب أخطاء شخصية ، فما أصعب أن يستيقظ أحد على الكون خاليا من البشر كما شاهدنا في ( آدم بدون غطاء) ...

    و لكن للحقيقة صورة أخرى عن تلك المظلمة و المخيفة ، و هي أن نهاية العالم ليست غدا و أن مسيرة الإنسان على الأرض لازالت لها فصولا و حكايات لم يشهدها بعد ، حتى و إن علا صوت الموت و الفقد فالنيل لازال يجري ليخبرنا أن نعيش على قيد الأمل ، وأنه بالإرادة و الإيمان و العمل يمكن تخطي كل الآلام و الصعوبات ، وأن هذه العاصفة جاءت بعد ضجيج البشر و سيتبعها هدوءا منهم ، حين تصحو أرواحهم على الكثير من النعم و يتذكروا حكمة خلق الكون و البشر و سبب التواجد على الأرض و أن الفناء لم يحن بعد ، و أن الخلود بالروح لا الجسد و الأثر لا يبق إلا بالخلق الطيب و الصدق الذي يلمس الجميع و أرواح تحمي و تأمن غيرها ، وحكمة ترك الأرض فارغة لتتنفس و السماء لتظهر صافية زرقاء نهارا وتلمع في سوادها الصافي النجوم الساطعة و ضوء القمر ليلا ، ليعكس هذا صفاء على أرواح الجميع و حبا و سلاما ، فللخوف و الموت حكمة تؤدب النفوس لتتراجع و تنقذ الصورة المشوهة ، فمن داخل الظلام و الألم يولد النور و الأمل و ياليتنا نأخذ العظة و نؤمن ، و ياليتنا بكل حب نتفاءل و نتعلم ....هبة سامي تكتب للجمهورية اليوم : شبح كورونا يعيد (آدم بدون غطاء)... Img-2028

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 11:29 am